قصيدة :حلم عاثر…
علي أحمد
ماذا تبقَّى غير ظل خيالهم ؟
أو غير حلم عاثر الخطوات
منَّيتَهم نورا يكحل أعينا
فإذا الضياء يضج بالظلمات
لم يبق شيئا يُشتهى إلا مضى
والنمل يغزو روضة الفلوات
ورياح موج البحر تلهب شاطئا
قد كان قبل اليوم قيد ثبات
والناي يعزف لحن أغنية الردى
بين الضياع ورقصة الطعنات
والليل يزحف بالدثار على الربا
والصمت يخشى من ضجيج سكات
أين الربيع؟ أكسرت أقلامه؟
أم جفت الألوان عبر دواة
اشتاقت الأرض الحزينة لحنه
فمتى يؤوب بموكب الصلوات
قد كان أمنية تداعب حالما
كالطير يلهو في علا السموات
هل خاف قنصا من يحلق آمنا؟
ويطير فوق عوائق العقبات
قد ظل لا يخشى الخريف توهما
والغدر يُنسَج في دجى الردهات
قد نبه الصبح الأمين فما وعى
صوت النذير فعانق الحسرات
وأتى الخريف مدججا متأهبا
ليحيل حلم الروض بعض فتات
إن الأماني سيف ليل ظالم
إن لم تُحط بعزيمة القدرات
ماذا تبقى غير وهم زائف
بين الجوانج ساكن الحركات
قد حفه أمل كسيح يدَّعي
شلالَ نور خلف صبح آتي
ما أشرس الجبناء حين تملكوا
موت الحياة وصحوة الأموات؟
قد حاصروا الأحلام قبل بزوغها
لتجف قبل توجع الآهات
قد بعثروا الآمال حيفا بالدجى
طمع الغياب وسرقة الأوقات
يا ويح أفكار تجيش بخاطر
قد حوصرت بالإثم والزلات
ينتابها في كل وقت دونما
خجل ولا خوف من السوءات
هل لا تخاف من الشتات يضمها؟
أم تستبيح العقل قبل شتات.؟
يكفيك ما سحقت خيولك تحتها
أفلا ترى صرعى بلا طلقات
وقطفت زهر غدٍ قبيل أوانه
وسكبت ماء الروح دون نبات
يا أيها الحلم المشوة في الرؤى
دع ما تبقى من بصيص حياة
التعليقات مغلقة.