قصيدة (درة الكون) شعر فصحى بقلم / درويش محمد اسماعيل جبل
لله دَرُّ حَبيبَتِى فى عِشْقِهَا
يأبى اليَراعُ لِغَيرهَا أن يَكْتُبَا
حسناءُ فى خَدِّ الزَّمانِ كَشَامَةٍ
فى خَدِ شَقْرَا بالبهاءِ تَخَضَّبَا
ياصبحُ مَالكَ مُشْرقًا بِجَبينِهَا
والشمسُ تَأبَى أنْ تَعُودَ المَغْرِبَا
ألْبَسْتَها حُــلَل الجَــمَالِ بَهَيةً
إنْ أشْرَقَتْ ، لِشُموسِهمْ أَنْ تَغْرُبَـا
يا نَسْمةَ الفجرِ الضحوكِ بِثَغْرِهَا
قَمرُ وشمسٌ فى العيونِ تَعَاقَبَا
يافِتنـةَ الأكْــوانِ يا أمَّ الــدُنَا
يا زهرةَ الإيمانِ فى أعلى الرُبَا
يا أختَ يوسفَ فى الجَمالِ وأمَّهُ
مَالَ الجمالُ إلى الجَمالِ فَرَحَّبَا
فَرِحَــتْ بِهِ وتقـلدته بجيـدها
عِزَّاَ عَزِيزًا والزٍَمــانُ لَهَمْ حَبَا
رَبُ العِبَـــادِ هُنَا تَجَــلَّى نُـورُه
نَزَلَ الكَريمُ على الكَليمِ مُخَاطِبَا
والطورُ يَشْهَدُ والعًيونُ تَفَجَّرتْ
من أرْضِـكِ الفـيروزِ عَـذْبَا طَيبَا
مَرَّ المَسِـيحُ مُعَــطِّرا لِرِمَـالِهَـا
فى رِحْـلةٍ غَرَّاءَ والحَقُ اجْتَبَى
فَازَ الخَليلُ بِوَردَةٍ منْ رَوْضِنَا
زُرِعَت بِوادٍ كانَ قَفْرًا مُجْدِبَا
طَرَحَتْ زُهُورًا عَمَّ فَوْحُ عَبيرِهَا
إذْ أثْمَرَتْ . أهْدَتْ إليكُم يَعْـرُبَا
يا آلَ يَعْـــرُبَ ها هُنَا أخْــوَالُكُم
لِذَبيحِ ربِ العالمــينَ المُجْتبَى
وَرَسولُنا خَيرُ الوَرَى أَوْصَى بِهَا
رَحِمَــاً لهُ فيـهَا وصِـهرَا طَيبَا
من قبل مينا وحَّدت معبودها
يا أمةً للَّهِ من قَبـــلِ الصِبَـا
هَبَّتْ رِياحُ العشقِ من جَنَبَاتِهَا
فالكلُ تَاقَ لِوَصْلِهَا حَتَّى صَبَـا
إن الذى خلق الجمالَ سَـمَا بِهَا
فَلَهَا الجَمَالَ وَغَــيرَهَا قد جَنَّبَا
لما استويتِ على القلوبِ أميرتى
كل المــلوكِ أَتَـوا إليــكِ كَتــائبا
يَرْجُونَ وَصْلًا فى غَرامِ حبيبتى
والكُلُ جَـادَ من النَفِيسٌ تَقَرًّبَا
وعَلتْ بعزةِ نَفْسِها وشُموخِهـا
أنا ما رَجَوْتُ بَوَصْلكًم لى مَأرَبَا
أَوَمَا عَلِمْتًم من تَكُونُ حبيبتى
مَنْ عِشقُها حَرَقً الفـؤادَ وألهَبَا
هى مصرً أعرقً أُمةٍ وحضارَةٍ
إن أَوْمَأتْ سَكَتَ الجميعُ تأدُبَا
التعليقات مغلقة.