قصيدة شمس الهدى الجزء الأول بقلم علي أحمد
قصيدة : شمس الهدى
الجزء الأول
الغزو أضحى للعقول بفكرة
وعقيدة خرقاء للمتعبد
الحرب قتل للتراث إذا صحا
تاريخ مجد نابض متجدد
تشوية ألوية الزمن بهزأة
تلويث أثواب الندى والسؤدد
هل عكر البحر الخضم ضفيدع؟
أو يُطْفَأ النجم المضيء بمرصد
من رام منزلة الكرام بذلة
كرت عليه فعاد مثل القنفد
يا أيها المأفون قف لاتعتدِ
واخفض جبينك عند ذكر محمدِ
إن كنت لاتدري بأنك مجرم
في حق أحمد فالحماقة ترتدي
أو أنه الحقد انبرى في غفلة
من حالك القلب السقيم المعتدي
لو كان عقلك راشدا لعرفته
لا بالتعصب والفؤاد المفسد
أين الرشاد وحقد قلبك طافح
لايدرك الإنوار غير المهتدي
من يبتغي سبل الهداية قاصدا
وجه الحقيقة وحدها بتجرد
فإذا خلوت بقلب صاف منصف
أدركت سر هيامنا بالأحمد
من أشرقت شمس الهدى بجبينه
وتوضأت بين الأنامل واليد
وأضاء وجه الكون بعد غلالة
غشيته في ليل الظلام الأسود
والأرض حائرة تتيه وهادها
وتجوبها حمر الوحوش وتغتدي
والعدل في دنيا الورى متحيز
هو للقوى حماية والسيد
والعبد في بحر الظلام مجدف
والشط يهرب في الفضا المتمدد
واغرورقت عين الوجود وأسكبت
دمعا يلوذ بمنقذ مسترشد
فإذا مصابيح الهداية أسرجت
وتلألأت بالبشر أرض المقصد
تستقبل النور الجديد لعلها
تمحو الظلام بهدي ذاك الأمجد
تشتاق للداعي الرحيم تلهفا
ملت من الليل الغشوم الأرمد
تترقب الصبح الجديد فشمسه
قد أشرقت بالنور عند الموعد
هذي بشائره وذاك نسيمه
عم الورى فاستبشرت بالمولد
النور أغشى نار كسرى فانطفت
ولهيبها برمادها لم يصعد
إيوان قيصر هدمت أركانه
فالجور يطوى كالكتاب المنفد
والناس أسواء بغير تحيز
ميزان عدل بالهوى لم يعتد
هو رحمة علوية هبة لنا
يا سعد من تبع الهدى لم يشرد
وعلى خطاه يسير نحو المنتهى
يخشى الإله بقلبه المتجرد
التعليقات مغلقة.