قصيدة عيون الليل بقلم الشاعر التونسي الحبيب المبروك الزيطاري
لعينيك سحر ينادي فؤادي
فكيف أقاوم ذاك البريقْ1
و كيف أقاوم حُلما تراءى
بوجه جميل و جسم أنيقْ 2
بأزهار لوز و جنَّات ورد
و شَعْرٍ على الظَّهر يُنجي الغريقْ3
جلسنا بليل و بحر ترامى
و رمل رطيب و عرش يَليقْ4
و ضوء بعيد على الماء يزهو
يغازل بدري و نجمي ألأليق5
يُلاطف خدَّ المياه كَطَيْف
و صمت مريح و همس رقيقْ6
و أنسام صيف مع الفجر تَسري
و رَعشة برد لَطِيفٍ تُفيقْ7
تُؤجِّجُ حُبَّا و تَنثرُ سِحرا
و تأسِر قلبا بحبل وثيقْ8
أيا مَن تراني بعينيكِ أفقا
أراكِ بقلبي الحبيب الرفيقْ9
تُجلِّى عن النَّفس إخفاق عمر
و تُطرب وجدي كعزف عتيقْ10
بعود و ناي و جوقة حور
ولحن شديٌّ و صوت طليق11
فينساق فكري يناجي خيالي
و تسري لروحي كعطر الرَّحيقْ12
و يَنْسى هوانا الحقيقة فينا
فلا واقعا غير عشق عميقْ13
و يمحو بأوقات صفو شجونا
و ما مات فينا بفعل الحريقْ14
و ما قد وأدْنَا يعود و يصحو
و ما قد دفنَّاه دهرا يُفيقْ15
ليَطرُد غيما تغلغل فينا
و يدعو شعورا لِأن يَستفيقْ16
كسرت جداري و قاومت ناري
على جسر ٱلام جرح سحيقْ17
و أغرِمت بالشِّعر و الإرتجال
و خاطبت قلبَ الوفِيِّ العريق ْ18
و هاجرت حزني و كسٌَرتُ كأسي
و نادمتُ حُلمي و طبعي الحقِيقْ19
فهيَّا إليَّ و داو جِراحى
بنظرة شوق و بوح عميقْ20
5/9/2022
التعليقات مغلقة.