قصيدة لغتي كياني شعر و إلقاء محمد إبراهيم النمر
أحبائي الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدتي ” لغتي .. كياني “شعر محمد إبراهيم النمر 27 / 8 / 2017
هزَّتْ فؤادِي إذ رنَتْ عَيْنَــاها ..
وَرَمَــتْ بسَهْمِ عِتـابِها وأسَـاهَا
وأنا المُتَيَّـمُ في بهاءِ جمالِها ..
وأرى النعيمَ ببرِّها ورِضَـاها
ليلايَ أنْتِ إذا أطلَّتْ في الدُّجَى ..
قَمَرًا منيـرًا ،والنجـومُ سناها
بسماتُ ثغرِك في الهجير نسائمي ..
والسلسبيلُ العذبُ فيضُ رِواها
تسري بأوردتي وتسبَحُ في دمي ..
والعـزُّ كلُّ العـزِّ في يُمْنَـاها
منْ يا تُرى مثلي أنا في حبِّها ..
أهوى الحياةَ بِصُبْحِها ومساها ؟!
لُغتي كِيــانِي والأمانُ بحِضنِها ..
غُرِستْ محاسنُها فطابَ جَنَاها
أوَّاه يا أمَّ اللغـاتِ ، أميـرتي ..
ماذا أصــابَ حبيبتي ودهَـاهَـا ؟!
ولثَمْــتُ صُبْحـًا مشرقا بجبينِـها ..
سبحانَ ربِّي جلَّ منْ سَوَّاها
سكنت إليَّ وقد تلاقى دمعُنا ..
خِلَّيـنِ ذابا في العنـاقِ وتَـاها
ولقد شكَت مرَّ الجفاءِ من الورى ..
والأرضُ تسمعُ والسما شَكْوَاها
وتكتِّمُ الحسراتِ بين ضلوعِها ..
وتنَهَّـــدَتْ ألمًا وطَـالَ رَجَـاهـا
قلتُ اصبري إنَّ الفؤادَ لمُوثَقٌ ..
بحبالِ ليلى ، لا أحــبُّ ســواها
فتَبَسَّمتْ من خلفِ صمتٍ ناطقٍ ..
وبِلَوْعَةٍ سَكَبَـتْ بقلبي الآها
فبَنِيَّ في شرقِ البلادِ وغربِها ..
قد أنكروا نسبِي وضلَّ هُدَاها
نُقِشَتْ على الصَّخْرِ الأصمِّ عرائسي ..
فعـزفْــنَ لحنــا عاطــرا بِنَــدَاها
من علَّم الدُّنيا وأيقـظَ فجـرَها ..
من بعد ِ ما غطَّى الظلامُ رُبَاها ؟!
ورحلتُ في ماضٍ يتيهُ بعزِّها ..
في عصرِ أندلسٍ يضيءُ بَهَاها
أتذكَّرُ المجدَ العريقَ وفضلَها ..
للعُرْبِ أو للعُجْمِ في عَلياها
صارتْ لأهلِ الغربِ سُلَّمَ نهضةٍ ..
ويُعلِّمونَ شبابَهم فُصحَاها
وسِعَتْ هُدى الفرقانِ أسْمَىَ غايةٍ ..
وبنــورِ أحــرُفِها عَبَــدْنَا الله
حفِظَتْ مَوَاريثَ العُقُولِ وعِلمِها ..
مِنْ كلِّ فَــنٍ تائــقٍ لصفاها
تاريخُ مجدٍ مشرقٍ لمَّا تزلْ ..
قسماتُهُ تَهدي الشُّعُوبَ ضياها
هذا البخـاريُّ الذي فـاقَ الدُنا ..
وأخـوه مسلمُ ذانِ نفحُ شذاها
في كلِّ بابٍ للعلــومِ جحافـلٌ ..
ونُجـومُ ليـلٍ خلَّــدُوا ذِكــرَاها
اليومَ غِــرٌّ كي يداريَ عَجزَهُ ..
ينسى هُويَّتَـهُ فَشَـقَّ عصاها
كمْ منْ شبابٍ تافـهٍ لا يرعوي ..
كالقــردِ قلَّـدَ دُميـةً يهْــواها
الحـرفُ يعْرُجُ إنْ أراد كتابـةً ..
وإذا تحــدَّثَ أيقنتْ برَدَاها
وكبيرُ قــومٍ في الوجاهةِ سيدٌ ..
إن قيلَ أفْصِحْ بالهوانِ رماها
وهي البريئةُ من سَفاهَةِ حَاقدٍ ..
أنَّى لمَنْ جَهِلوا بلوغُ ذُرَاها ؟!
أَبَنِي العـروبةِ إن أردتم عيشةً ..
بكـــرامةٍ هيَّـا بنَـا نحيــاها
نرقَى لفُصْحَانَا وَنَحْفَظُ قَدْرَهَا ..
لغةُ الجِنانِ وحسبُها مَوْلاها
وهي الأميرةُ واللغاتُ وصائفٌ ..
هل تنكرونَ الشَّمْسَ حين ضحاها؟!
اللهُ حافِظُـهَا بِحفْــظِ كتَــابِهِ ..
كُتِبَ الخلــودُ لها فعــزَّ ثَــرَاهَا
شاهد الفيديو
التعليقات مغلقة.