قصيدة نثرية
خلع نفسه
عبدالصاحب إبراهيم أميري
في صباح يوم جديد
في صباح يوم عيد
شمس محرقة صبت نيرانها الملتهبة عليه
كأي قائد خسر حربه،حين غفله
خسر حبه
خسر جنده
خسر وطنه وأهله
سرح حصانه
يجر أذيال الهزيمة خائبا، منكسرا
لا يدري أين المصير،
أين المفر
أحلام العمر تلاشت
حبه أنهار
قصائد الحب تطايرت في السماء
أخذتها الرياح الغادرة
بلمح البصر
حبه في التراب قد أندثر
بات من الأطلال،
في التاريخ قديذكر وقد لا يذكر
خلعوا إسمه
حذفوا رسمه
بات وكأن امرا لم يكن يوما
كأنه لم يكن أسيرها
ولم يطرق بابا
ولم يعلن حبا
نزوة وأنتشلت
شهوة وأنتهت
تجربة وفشلت
هكذا الحب في بلاد العجائب
الإنسان فريسة الأهواء
أمره كالأرنب عندما يقع في قبضة الأسد
خلع وأنتهى
في صباح يوم جديد
في صباح يوم عيد
شمس محرقة صبت نيرانها الملتهبة عليه
كأي قائد خسر حربه
عجيب أمر عصرنا
خلع وهزم
الخلع وباء بين الأقوام أنتشر
إن خسرت خلعت
بات الحب مصلحة بعد أن كان فداء
بات الحب وباء بعد أن كان شفاء
كن حذرا يا صديقي
تغير الحب لونه
كن يقظا
وإلا الخلع مصيرك، يا بني البشر
الخلع يهددنا أينما كنا و نكون ،
الخلع يهددنا منذ الصغر
الخلع سلاح البشر
الخلع أنواع
رحيم
فتاك
ومستتر
الأم تخلع إبنها من حليبها إذا كبر، ليبدأ الحياة من جديد
يكبر
يعمل
يعشق ويتزوج
الأب يخلع إبنه إذا عاق وفسد
كن حذرا
إن غفوت تخلع
إن قهرت تخلع
إن خسرت أو فشلت تخلع
كما يخلع الشجر
الإنسان يخلع من الوجود إذا حان الأجل
إذا ظهر ملك الموت
خلع نفسه
بعد خسرانه قلبا ذاب فيه
فالحياة من بعدها لا تساوي أي ثمر
خلع نفسه كما يخلع الإنسان ضرسه
خلع نفسه من عالم الوجود كما يخلع المرء نعليه
فالحياة من دونها لا تساوي نعلا
عبدالصاحب ابراهیم أميري
التعليقات مغلقة.