قصيدة ومضة “من فتح مكة “
قصيدة ومضة “من فتح مكة “
رمضان 8 هجرية .. شعر محمد إبراهيم النمر
في العام الثامن للهجرهْ
هزَّ الكونَ جلالُ الفكرهْ
بكَتِ الأرضُ حنينــًا
وارتجَفَ الجبلُ من الهيبَهْ
سجدَ النجمُ وعفَّر خَـدَّه
والفلكُ السائرُ شدَّ المِئزَرْ
وانطلقَ ليرصدَ هولَ اللحظهْ
وعيونُ الليلِ تحدُّ النظرهْ
والقمرُ العاشقُ ألقى
للبيتِ سلاما وتحيَّهْ
وبلالٌ يصعدُ فوقَ الكعبهْ
ويؤَذِّنُ لله الأعلى
وسيبقى البيتُ يوحِّدُ ربَّه
ويرجُّ الصوتُ مسامعَ مكهْ
يعزفُ لحنَ الحبِّ شجيا
يتنسمُ عبقَ الحريَّه
ويردَّدُ صبحا وعشيَّهْ !!
( أحد ٌ أحدْ .. فَردٌ صَمَدْ ..
لا والدٌ ولا ولدْ ..
ربُّ السماءِ والفضاءِ والجبالِ والشجرْ
ربي عزيزٌ قادرٌ ..
له جبيني قد سجَدْ )
سمِعَت كلُّ مشارفِ مكةَ
صوتَ بلال…
رقَّتْ للمشهدِ خاشعةً كلُّ السُحُبِ
فأطلَّت من خلفِ الحُجُبِ
ذرفت دمعهْ
لو مُزجت بمياه البحرِ لصارتْ عَذْبَهْ
تروي الظمأى
وتمر على الحجرِ الصلْدِ
فتُفَتِّقَ أحلامَ الوردِ
وتعانقُ أفئدةً ولْهَى
~ * ~
والهادي مرَّ على الطرقاتِ
بيقينٍ قد طأطأَ رأسَه
يعلوه جلالٌ وبهاءٌ
وصفَ التنزيلُ لنا خُلُقَه
سبحان الملكِ القدوسِ
هو – وحدَه – من يعرفُ قدرَه
( صلى الله عليه وسلم )
وجنودُ الحقِّ بكلِّ وقارٍ تَهدِرُ خلفَه
تلهجُ بالذكرِ .. تُرَدِّدُ وِردَه
( الحمدُ لله وحده .. صدقَ وعده
ونصر عبده .. وأعزَّ جنده
وهزم الأحزابَ وحده )
وأبو سفيانَ يُسِرُّ حديثا للعباسِ
ابنُ أخيك عظيمُ الملكِ
قويُّ البأسِ
ليس المُلكَ وعرضَ الدنيا
لو أبصرتُم نورَ الحقِّ
إنَّ الله أعزَّ نبيَّهْ
فتهاوتْ رأسُ الوثنيَّهْ
وتحطَّمَ صنمُ النفسِ
وكلُّ الأصنامِ الحجريَّهْ
واندحرَ الشيطانُ حقيرا
يندبُ حظَّه
يصرخُ مخذولا : يا ويلي !!
من بعدِ اليومِ فلن أُعبَدْ
في البلد الأشرفِ والأمجدْ
لكنِّي لن أُعدمَ حيلَهْ
في بث الفرقةِ والشحناءْ
لأقيمَ الوثنَ الأكبرَ في صدرِ السفهاءْ
وأمنِّيهم .. وأمدُّ لهم زيفَ الأملِ
فيكونوا خيرَ السفراءْ
~ * ~
وقفَ رسولُ البرِّ يهذبُ جُندَهْ
ويزكيهم ويطهرُهم
حين دعَوا في يوم العزِّ بهتكِ الحُرمَهْ
وتنادَوا بالثأرِ سبيلا
كي تُطفَأَ في الصدرِ الغُلَّهْ
من دستورِ نبيِّ الرحمَهْ
كيف يكون المسلمُ عبدًا
لله إذا امتلكَ القُدْرَهْ ؟!
لسنا نثأرُ للأهواءْ
أو غايتنا سفكُ دماءْ
أو نغضبُ من أجلِ حميَّهْ
دعوتُنا موعظةٌ حسنهْ
والحكمةُ نورٌ وضياءْ
والذكرُ الطاهرُ علَّمَنا
أنَّ اللهَ مع الرحماءْ
فاجتنبوا رِجسَ العصبيَّهْ
والصفحُ سبيلُ النُّجَبَاءْ
وانظرْ حينَ أتوه نَدامَى
بدموعٍ ترجو العدنانَ
أنت أخونا وابنُ أخينا
وعهدناك أمينا فينا
فلْتمْنُنْ بالجود علينا
إنَّا كنَّا خاطِئينَا
قال مقولَتَه العصماءْ
لا تثريبَ اليومَ عليكم
يا قومِي أنتمْ طُلقاءْ !!
يا قومِي أنتمْ طُلقاءْ !!
التعليقات مغلقة.