يا صرخة الأطفال
شعر : علاء بريقع
عينايَ قافِلةٌ وقلبِيَ حادِي
فمتي يعانِقُ ليلُها إنشادي ؟
ومتي يَشِعُّ النورُ في جنَبَاتِهِ؟
ذاكَ المُسَمَّي في الضُلُوعِ فؤادي
أمشي علي جرحٍ يؤرقُ خطوتي
فيشُدُني وسط الظلام عنادي !
وأبِيتُ مقهوراً أعانِقُ غربتي
لي دمعةٌ هي جذوتي ورمادي
أوَّاهُ من ليلٍ يُعربِدُ في دمي
وحفيفِ أحزانٍ وطولِ سُهَادِ
دهرانِ من وهمٍ فلا هِندٌ أتَتْ
ولَكَم شَقِينا لوعةً بسُعادِ
ما عُدتُ أدري أيَّ صوبٍ أرتجي
هَبني سُلِبتُ علي الطريق رشادي
يا لائِمي في تباريح الهوي
أنا شاعرٌ في صحوتي ورُقادي
أنا فارسٌ غيرُ الذين عرفتهم
متفردٌ في صهوتي وجوادي
متظاهِرٌ بالصَدِّ إلا أنَّنِي
أُخفِي دُموعَ الوجدِ عن حُسَّادي
ستُونَ حزناً تستبيحُ مشاعري
وأنا أهدهِدُ طعنتي بضمادي
ماذا دهي العادونَ حين تكالبوا ؟
وبأيِّ حقٍ تُستباحُ بلادي ..؟
ما بالُ صَنعاءُ الجميلةُ أجفَلَتْ ؟
وبكي عليها الطيرُ في بغدادِ
ودِمَشقُ غارقةٌ بأحضانِ الردَي
يجتاحُها موجٌ من الإلحادِ ..!
سُودانُنَا أضحي اثنتَينِ مُقَسَّماً
أمجادُنا بِيعَت بكل مزادِ ..
ولِجُرحِ أقصانا شُجُونُ قصيدتي
ما زال يصرخ باكيا وينادي
ولِغَزَّةَ العصماءِ تعدو مهجَتي
وأنا أُكَفكِفُ أدمُعي بقَتادي
أسفي علي قومً تمزَّقَ شملُهم
والذِئبُ لا يهوَي سِوَي الآحادِ
يا صرخَةَ الأطفالِ طوفي بالأُلِي
ملأوا أديمَ الأرضِ بالأجسادِ
ولتُخبِريهِم أنَّ موعدَنا غدُ
ليجُوسَ بين دِيارِهِم أحفادي
لولا ظلامُ الليلِ ما رامَ العُلا
قومٌ أضاءوا الشمسَ بالأمجادِ !
….. علاء بريقع… في 17/11/2019
التعليقات مغلقة.