قطار الأمل وأحلام العمل..
بقلم:أمل مصطفى.
أول خطواتنا فى الحياة نخطوها نحو أمل وهدف وحياة افضل هى خطواتنا نحو المدرسة والتعلم وتمر علينا السنوات تلو السنوات واللون الوردى للحياة لا يفارق مقلتينا وفى القلب حماس وفى العقل طموح وفى النفس شغف وسعادة لأمنية نود تحقيقها وهدف نسعى للوصول اليه. فكل منا كان يتمنى ان يكون طبيبا او معلما او مدرسا او اعلاميا ….الخ ونكمل دراستنا الثانوية وندخل الجامعة وكل رؤيتنا إيجابية لما بعد التخرج من تحقيق الأستقرار النفسى والمادى والاستقلال بالحياة والإعتماد على الذات ماديا ومعنويا ورد جميل الأهل اللذين كافحوا وتعبوا وسهروا وأنفقوا وتحملوا أعباء كثيرة ليحققوا معنا الحلم المرجو حلم التخرج والعمل. نحصل على شهادتنا ويتبدل اللون الوردى بالرمادى وأحيانا يتبدل الى رؤية قاتمة السواد لمدى المعاناة والصعوبة فى الحصول على فرصة عمل مناسبة وذلك لعدة اسباب منها عدم توفر فرص عمل او عدم توافق المؤهلات والخبرات مع الفرص الوظيفية المطروحة فى سوق العمل مما يؤدى الى زيادة نسبة البطالة والعاطلين عن العمل وظهور ظاهرة البطالة التى تؤثر بشكل سلبى على الشباب وعلى صحته النفسية والعقلية، وعلى المجتمع وعلى مقدرته الإنتاجية. ويكون فيه قطاع كبير من الشباب لا يستغل قوته وطاقته وفكره المتجدد وذلك لان اعداد الخريجين كل عام تكثر عن متطلبات سوق العمل هذه الظاهرة حاربها الاسلام فى كل صورها ولو كانت حتى بحجة العبادة . لذا نجد الشباب يكرهها ولا يفضلها لان الشاب لا يتحمل ان يجلس عاطل بلا عمل وهو خريج جامعة وعنده من العلم والقوة والعطاء الكثير لمجتمعه وأسرته لا يتحمل نظرات الشفقة والعطف من والديه لا يتحمل ان يمد يده بين الحين والأخر لأخد نفقاته وهو أولى ان يعطيهم من كده وعمله ، لذا يلجأ الكثير من الشباب الى العمل فى اى فرصة تتاح لهم حتى لو كانت بغير تخصصهم او دون المستوى الذى يرغبونه او حتة الانخراط فى عمل غير مشروع لتوفير متطلابتهم مما يرفع من معدلات الجريمة بالمجتمع ويؤثر على المجتمع بشكل سلبى اكتر منه ايجابى فيجد الشاب نفسه ضائع غير قادر على تحقيق اى اهداف وطموحات ، لايستطيع الإستقرار او والزواج وتكوين اسرة يصبح فى المجتمع قوة وهى قوة الشباب خاملة لا يستفاد منها وبالتالى على الأسر تغير فكرها وتشجيعها وتوجيهها لأبنائها فى اختيار التخصص بما يتفق مع إحتياجات ومتطلبات سوق العمل فليس دخول الجامعة هو فقط البوابة الوحيدة التى تؤهل للعمل يجب ان التفكير يختلف وكذلك على الشباب اتباع المرونة فى التفكير والمرونة فى اختيارته للعمل من حيث ساعات دوام العمل او نوعه اوالراتب او نوعية العمل نفسه ومكانه وتلك المرونة فى التفكير ستتيح للشباب فرص وتؤدى لخفض مستوى البطالة وتعمل على التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية وكذلك ان يرى الشباب نفسه برؤية حقيقية ويدرك القدرات الكامنة فيه ويتعرف على نفسه وملكاته بشكل اخر وينمى نفسه من اخد الكورسات وتنمية القدرات المعرفية له حتى يؤهل للوظائف المتاحة ويستطيع اقناع اصحاب العمل بقدراته وامكانياته ويجب ابضا على الدولة تنشيط المناخ الاقتصادى وتطوير اساليب وطرق العمل التى توفر فرص جديدة للشباب وفتح المجتمعات الجديدة لاستغلال طاقة الشباب فيها وفتح المشاريع التى تستوعب اغلب الخريجين حيث اعداد الخريجين تتزايد عام من بعد عام وكذلك ايضا يجب التعاون بين القطاع العام والخاص فى استيعاب الشباب وتوفير فرص العمل لهم والمساهمة فى حل مشكلة البطالة وعلى مستوى سياسات الدولة التعليمية يجب وضع خطط بين سياسات التعليم واحتياجات التنمية فيجب معالجة ظاهرة البطالة حيث بلغت نسبة البطالة في مصر في عام 2006 حسب إحصائات وكالة المخابرات المركزية %10.30 ونتجت عن البطالة الكثير من الكوارث مثل زيادة نسب الجرائم . وزيادة الهجرة غير الشرعية إلى الدول الأوروبية وإقبال عدد من الشباب المصري على الانتحار للشعور باليأس بسبب البطالة، وعدم قدرتهم على إعالة أسرهم
وفي عام 2006 أعلن المركز المصري للحد من البطالة والدفاع عن حقوق الإنسان، عن تأسيس أول رابطة “للعاطلين” في مصر، في محاولة لتغيير حياتهم من خلال توفير فرص العمل لهم.
وايضا اقامة وبناء المدن الجديدة
التى تحتاج الى عدد كبير من القوى العاملة، كما تخفف من الازدحام السكاني. التى تتمثل في العاصمة الإدارية الجديدة، وحدائق أكتوبر، والوراق الجديدة في الجيزة، مدينة العبور، ومدينة العلمين الجديدة في محافظة مرسى مطروح، ومدينة المنصورة الجديدة، ومدينة السلام في محافظة بورسعيد، ومدينة الأقصر الجديدة.وتركز الحكومة أيضا جهودها على مشروعات الطرق وبناء الكباري لتحسين البنية التحتية وهو ما يتطلب عمالة كبيرة أيضا، وهو ما أدى إلى تقدم مصر 90 مركزًا خلال الفترة من 2014 إلى 2019 لتصل للمركز 28 مقارنة بالمركز 45 عام 2018، والمركز 118 عام 2014، وذلك وفقًا لتقرير التنافسية العالمي.
وكذلك أدخلت وزارة التربية والتعليم نظام التابلت في مصر مع تعديلات في المناهج في محاولة لتحسين نظام التعليم، إلا أن الفجوة لا تزال كبيرة بين التعليم العالي وبين متطلبات سوق العمل. نأمل كا أسر وأفراد ومواطنين ان تحل مشكلة البطالة وان يستفاد بطاقة شباب الوطن وحماسه وقدرته وتنمية مواهبه لبناء حضارة ونهضة ينعم بها كل افراد الشعب.
التعليقات مغلقة.