قطرات داعبت روحي قصة قصيرة بقلم /منى زايد
في الثلث الأخير من الليل ، وبرغم هدوء ليالي الشتاء الباردة كعادتها ، إلا أنها لا تستطيع أن تمنع ضجيجًا في قلبي.
لا أسمع إلا صوت قطرات المطر على نافذتي تتناثر على شكل بلورات هادئة ، وكأنها تهمس في أذني بصوت خافت : اطمئني ، تفائلي ، مازال الأمل موجودًا
أشعر بحنينٍ كلما طرقت حبات المطر نافذتي بلطف وكأنها تطرق على جدار قلبي ، فأجري مسرعة وأقف خلف النافذة أراقب الجمال المسبح في فضاءات البياض والثلج.
أنسى كل ألم وهم ، وينتابني فقط الشعور بالحنين لذكرياتي وطفولتي ، وتلك السنوات التي مضت من عمري وتركت ما تركت في حنايا الروح.
أحن إلى قلوب أحببتها ، وأحباب فقدتهم ، وأحاسيس فقدتها ، وأحداث وتلال من الأحزان تراكمت على جانبي سنوات العمر التي مضت.
فأغمض عيني ، وأخلع معطفي وغطاء شعري ، وأجري لأسبق رفيقتي ، وأقذفها ببعض بلورات الثلج التي جمعتها ، فتارة تسبقني وتارة أسبقها.
تتعالى ضحكاتنا ونحن نستنشق رائحة المطر ونداعب أوراق الشجر بأناملنا.
نعود إلى المنزل ونحن أشبه بالعصافير المبللة
أستمتع بضحكات أمي وهي تستبدل لي ملابسي وتعطيني مشروبًا دافئا.
أنظر خلف نافذتي لأرى ابتسامة بلورات الثلج لروحي ، فتذيب مع نقائها كل الآلام التي لحقت بي ، فتبيض القلوب بلونها ، وتصفو النوايا ، وتطيب الحياة
وحين اشتد وقع المطر ، رسمت البلورات دموعها على نافذتي
فعدت سريعًا إلى سريري وعلى وجهي ابتسامة ، وفي عيني دمعة !
التعليقات مغلقة.