قطرة ماء بقلم عبد الصاحب إبراهيم أميري
قطرة ماء
بقلم عبد الصاحب إبراهيم أميري
شياطين الجان ألتفوا حولي
من الشمال والجنوب
غلقوا علي الثغور
شكلوا حصارا
الحصار يضيق كل لحظة
أصوات أستغاثة تسمع من بعيد
-هل من ناصر ينصرنا
صراخي أستتر في جوفي
خائفا من الظهور
قد يقتلوه
لا مفر لي سوى الإستلام
أستسلم لمن؟؟
للشياطين
لعيون تلتهب قبحا؟؟
لقلوب ملئت حقدا؟؟
لأجساد تشتعل نارا؟؟
بخطوات منتظمة يتقدمون
أصوات أقدامهم تقطع نياط قلبي
زرعوا الفزع في جسدي
-أصوات الاستغاثة لا زالت ترن في أذني
-هل من ناصر ينصرنا
أستسلم جسدي
أنا لا زلت أقاوم،
أركض
الحلقة تضيق
الهث خوفا
الهث عطشا
الجسد وقع على الطريق
رأيت الموت بأم عيني كيف يضيق،
كيف يميت
أصوات السيوف، صهيل الخيول
صراخ النسوة، بكاء الأطفال
أرتفعت من بعيد
-قتلوا الرضيع
أردت ان أفر صوبهم
لا مفر لي
انتهى أمري
بدأت أركض دائريا كالناعور
جسدي أستسلم
الحلقة تضيق
عيني تدمع
العطش كاد يقتلني
تذكرت سيدي الحسين وأهل بيته في كربلاء
حين حاصروه
منعوه من الماء،
أنا الآخر سأموت
بدأت أركض بأقصى سرعة
فر صوتي من فمي
نطق
-يا حسين
أستيقظت فزعا من نومي
أبحث عن قطرة ماء
خوفي، ظلام الليل
كانا مانعا
صرخت بأعلى صوتي
-ياحسين
نور أضاء غرفتي
شربت شربة ماء، عادت أنفاسي
عادت الي الحياة
كأنني أسمع تلاوت
(وما انزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها )
سبحان الخالق،
خلق الدنيا بمكيال فريد
عبد الصاحب إبراهيم أميري
البقرة 164
التعليقات مغلقة.