قفة أرقام بقلم / د.روزالين فهيم
في يوم من الايام رأى انسان جالس في الشارع يستجدي كل من يعبر الطريق امامه و هو يحمل قفه مملوءة من اوراق كتب عليها ارقام. اوراق كثيرة و ارقام لا تنتهي. فتسأل ما عسى ان يكون هذا؟ هل يتحول الانسان الى سلسلة من الارقام تتبعه في كل مكان؟ رقمك في البطاقة, رقمك التأميني ,رقمك في الكشف ,رقمك في طوابير البنوك و حتى البقالة. وحش الارقام يتبعك في كل مكان في ايصالات الدفع لركن السيارة , في زيارات الاطباء في العيادات الخارجية حتى في الاقساط !!
يوم بعد يوم تنسى اسمك و تصبح رقما لا اكثر و لا اقل!!! و تصبح حياتك تعد بعدد ايام الاعياد التي حضرتها. فالبعض يحضر اربعون عيدا و رأس سنة و اخرون تسعون عيدا و رأس سنة .و ان لم تكن قد لاحظت .فانه من الممكن ان تحسب عمرك بهذه الطريقة البسيطة !!
لاشك ان هناك من يعدون الايام التي شعروا بالفرح فيها .اخرون يحسبون الايام التي مكثوا فيها خارج المستشفى. البعض يعد اصدقاءه و ربما مغامراته العاطفية ايضا و يتباهون بعدد المقالب و السخافات التي تمكنوا فيها من الضحك و التنمر على الاشخاص الاضعف و عدد الافلام التي شاهدوها مستمتعين.
في نفس الوقت يقوم قلة قليلة بحساب عدد الضحكات التي كانوا السبب فيها او عدد المرات التي ساعدوا احد بالنهوض ولم يكونوا في انتظار الرد في المقابل او مرات التي تنازلوا عن حقوقهم من اجل حفظ رباط السلام .
الايام تمضي بأعدادها و أيا كان عددها الذي سوف تعيش فاحترز من كل الارقام التي تلاحقك. فمن يحسب حسابه صحيحا لا يشعر بالندم لاحقا. اختر الارقام التي تعبر عنك و التي تهمك بالحقيقة و لا تنخدع بالأرقام المزيفة!! فقفة ارقامك تعبر عنك!!
التعليقات مغلقة.