قلق … بقلم الشاعر/ علي يحيى _البحر الكامل
الشمسُ تسبحُ بين أمواجِ الكرَى
عبثٌ تعمْلقَ والضَّبابُ تجذَّرا
في لُجةِ التِّيهِ المُعلَّقِ ننزوِي
لا ثمَّ رُبَّانٌ ولا نجمٌ سرَى
أُرجوحةٌ تعلو وتهبطُ رَيْثما
يغتالُنا ليلٌ ويَطمِسُنا الثرى
في هوَّةِ التَّاريخِ يسقطُ زيفُنا
صفحاتُنا أضحت هباءً أغْبَرا
وضِياعُنا صارت تصوغُ ضَياعَنا
فبقاعُنا صارت تُباع وتُشترَى
من يملكُ الأشياءَ كي يزرِي بنا
ويُمزِّقُ الأحلامَ في مقلِ الورَى
من يحذفُ الضَّحكاتِ يمحو مجدَنا؟
من يزرعُ الأنَّات في وجهٍ يرى؟
قلقٌ على قلقٍ يُساورُ خطوَنا
وملاذَنا.. أنَّى نروحُ وما جرى؟
نمضي على الأشواكِ نلعنُ قيظَنا
ونخيطُ آلاما.. يؤرِّقُنا الذُّرا
أيامُنا تأتي وتمضي خلفَنا
من يمنعُ الأقدارَ ألَّا تعبُرا؟
فسيوفُنا أضحت دمىً نلهو بها
وكذا السِهَامُ تصافحتْ والقهقرَى
وخيولُنا صارت تغادرُ دربَنا
وتصولُ في ركْبِ العدوِّ وتُكْتَرَى
مليارَنا.. فمتى يكونُ لنا صدَىً
ونسودُ أكوانًا ونغزو المشتَرَى
وتخُطُّ أقلامُ العروبةِ أحرفاً
من نورِها ضاءت مداراتُ القرى
ويعودُ فجرٌ شاردٌ لربوعِنا
ويعودُ أقصانا يعانقُ أزهرا
التعليقات مغلقة.