قلق … قصة قصيرة بقلم/ سلمى الأسعد
يرنُّ جرسُ التلفون فأهرعُ للردّ. كان المتصلُ إبني البكرَ من الإمارات العربية. أهلاً حبيبي كيف الأحوال؟ كيف الصحة والعائلة؟ الحمد لله، كل شيءٍ على مايرام.
واسترسلنا بالحديث ثم قال لي فجأة:معي مغص في بطني منذ عدة أيام، وهولا يزال يلازمني منذ مدة، رغم تناولي أ دوية للمغص.
ولكن لمَ لمْ تذهب إلى الطبيب ليعطيك الدواء المناسب؟ ليس لديّ وقت ، فأنا مشغول
جداً
ولكن صحتك أهمُّ، إذهب إلى الطبيب اليوم أو غداً للإطمئنان إن شاء الله.
وتمر عدة أيام ولا يذهب إلى الطبيب، ثم يذهب ويصف له الدواء.
وفي كل يوم، أسأله السؤال نفسه:
كيف الألم، ألم يقلّ أو يختفي؟ فيأتي الجواب ذاته:خفّ قليلاً. وينشغل بالي وأقلق وأستيقظ من نومي مذعورة:ماذا لو ….
أعوذ بالله من وساوس الشيطان.
وبعد أكثر من عشرين يوماً، يخبرني أنّه بحاجة لإجراء كشف بالمنظار للقولون.
ويقع الخبر على رأسي وقوع الصاعقة. وأحمل هماً عظيماً على ظهري.
لم أعد أعرف النوم الهانئ. أستيقظ من النوم و أردد ما لا يحصى من الآيات والسور القرآنية والأدعية، علّي أستطيع النوم
كوابيس، كوابيس، آه من همّ الأبناء.
وحان وقت الفحص بالمنظار. وصرت أتصل مرات ومرات دون أن يجيبني أحد
أكيد، كانت النتيجة سيئة جداً، أقول بيني وبين نفسي يا رب، عونك، قوتك، غوثك. لم أعد أستطيع القيام بأيّ عمل:لا تحضير لطعام، لا لقمة تسد الجوع. وهل يشعر المهموم او القلق بالجوع؟ أتصلُ بابنيّ الآخرَين:هل من جديد؟ أبداً
أيقنت ساعتها أن ما كنت أخشاه حصل. وألقيت بنفسي على الأريكة جسداً ميتاً تقريباً.
وبعد ساعات من الهلع والقلق العظيم، تأتيني رسالة نصية منه:
كل شيء على ما يرام، والحمد لله
الحمد لله ، ولكن لماذا تأخرت يا حبيبي في زيارة الطبيب؟
لماذ تأخرت في الرد عليّ
_كنت مشغولا جدا.
آه من هذه الكلمةكم كلفتني.
لماذا فعلت بي هكذا يا حبيبي؟
آه من حب الأبناء كم يكلف الآباء والأمهات وخاصة الأمهات من عناء وعذاب وضنى.
ولكن كل عذاب يهون ويبقى أبنائي سعداء معافين و موفقين.
وأكرر:الحمد لله الحمد لله الحمد لله
التعليقات مغلقة.