قل ولا تقل … د.وجيهة السطل
قل ولا تقل … د.وجيهة السطل
تأملات صباحية في الأساليب اللغوية المعاصرة..
لو الشرطية، أداة شرط غير جازمة لا عمل لها فيما بعدها ، وتقتصر وظيفتها على المعنى، فتربط بين فعلين امتنع أحدهما (الجواب) لامتناع الآخر (الشرط). وتسمى :حرف امتناع لامتناع .
فإذا قلنا: لو صبرت غنمت أو لغنمت ، فإن معنى ذلك- أنك لم تصبر ولم تغنم .
أما إعرابها فهو :
لو: حرف امتناع لامتناع أداة شرط غير جازمة ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب..
والجملة الفعلية بعد اللام الرابطة لجواب الشرط، لا محل لها من الإعراب؛ لأنها جملة جواب شرط غير جازم.
وضابط معرفة (لو) الشرطية، أن نضع (لكنّ) الاستدراكية بعدها لتوضيح المعنى .
لو جئت لأكرمتك، لكنك لم تجئ فامتنع الإكرام.
- وتحتاج (لو) الشرطية إلى جواب كجميع أدوات الشرط .
وغالبًا مانجد اللام في جوابها، المثبت نحو قوله تعالى :{ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} آل عمران : ١٥٩
ويقل تجرده منها كما في قوله تعالى :” لو نشاء جعلناه أجاجًا ” الواقعة /٧٠
والعكس في الجواب المنفي،أي يقل الاقتران باللام ويكثر التجرد. ويمتنع نهائيًّا إذا كان النفي ب(لم)
ومن عجبٍ أن الكثيرين يخطئون اليوم في استخدامها،فيقولون مثلًا :
لو تأملنا هذه الأبيات لوجدنا عددًا من المحسنات البيانية …إلخ
والكاتب بالطبع لا يقصد امتناع وجود المحسنات،لامتناع التأمل .. بل على العكس يريد أنه وجدها .
وقد وقع الخطأ ،بسبب البعد عن القراءة لنواصع الأساليب ، والجهل بأساليب الجملة العربية
والحل يكمن أسلوبيًّا في تغيير حرف الشرط واستخدام (إذا) أو (إنْ) بديلًا عن (لو)، ليستقيم المعنى
وعندئذٍ لابد من حذف لام الجواب.
فنقول : إذا تأملنا وجدنا …..أو إن بحثنا وجدنا .
تحياتي
التعليقات مغلقة.