قناة السويس شريان ينبض بالحياة رغم التحديات
د.نهاد حلاوة
قناة السويس:
هى الممر الملاحي الأشهر فى العالم وتربط بين البحرين الأبيض والأحمر حفرها المصريون علي مدى ١٠ سنوات وبذلوا فيها من دمائهم وأرواحهم الكثير وانتهى العمل فيها عام ١٨٦٩ وكان حفل افتتاحها حدثاً عالميا بارزاُ .
وأممها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى عام ١٩٥٦ لتصبح ملكاً خالصاً لشعب مصر فى ضربة قاصمة للاستعمار.
وفى عام ٢٠١٥ تم افتتاح توسعة القناة والتى ساهمت بشكل فعال فى تخفيض زمن المرور فى القناة .
يمر بقناة السويس حوالى٧% من التجارة العالمية ولازالت تعتبر الممر الرئيسى لنقل النفط من الخليج العربي إلى أوروبا.
ويعبر القناة سنويا أكثر من ١٧.٠٠٠سفينة شحن.
وفى الآونة الأخيرة ظهرت بعض التقارير التى تتنبأ باضمحلال دور قناة السويس كممر رئيسى للتجارة بين الشرق والغرب.
وفى هذا المقال سنتعرض للمشاريع المنافسة لقناة السويس ومدى تأثيرها على مستقبل القناة.
من أبرز المشاريع المنافسة لقناة السويس :-
١- الممر الشمالي الشرقى:
هو الممر المار عبر المحيط المتجمد الشمالي والذى فتح بفضل الاحتباس الحراري الذى أذاب بعض جليد القطب الشمالي. والصين هى الدولة التي يمكنها أن نستفيد من هذا الممر إذ أن المسافة المقطوعة من شانغهاي إلى هامبورج في ألمانيا ستقل بنحو ١٨٠٠ميل بحري مما يوفر الوقت والوقود وتهدد الصين بزيادة اعتمادها علي هذا الممر للضغط على قناة السويس من أجل تخفيض رسوم العبور إذ تبلغ حصة الصين وحدها أكثر من ٢٠% من الحاويات العابرة لقناة السويس ولكن قناة السويس تراهن على أن الممر الشمالي الشرقى يصبح شديد الوعورة في شهور الشتاء وأن تكلفة إزاحة الجليد من الممر باهظة مما يقلل من أهمية الممر الشمالي الشرقى كمنافس حقيقي لقناة السويس.
٢- طريق الحرير الجديد:-
هو أطول خط سكك حديد في العالم يربط بين مدن الساحل الشرقي للصين بأوروبا وينتهى في العاصمة الإسبانية مدريد بطول ١٣.٠٠٠ كيلو متر ويختصر الرحلة من الصين إلى مدريد إلي ١٧ يوم مقارنة ب٦ أسابيع عن طريق البحر.
تفعيل هذا الطريق تجاريا قد يحرم قناة السويس من مرور بعض بضائع الصين مباشرة إلي أوروبا ولكنه قد يخدم قناة السويس بطريقة غير مباشرة حيث أن تجارة الصين إلى الدول العربية و الأفريقية قد يزداد معدلها عبر قناة السويس .
٣- مشروع تعميق قناة بنما:-
افتتحت قناة بنما للملاحة عام ١٩١٤ والتي تربط بين المحيط الهادى والاطلسى بطول يبلغ ٨٢ كيلو متر تم الإنتهاء من تعميقها في ٢٠١٦ لتستقبل سفنا يصل غاطسها إلي ٥٨ قدم بدلا من٤٠ قدم سابقا وتنافس قناة بنما بعد تعميقها قناة السويس فى نقل البضائع بين الصين والساحل الشرقي للولايات المتحدة بعد أن أصبحت مستعدة لعبور سفن أكبر بحمولات أكبر.
٤- مشروع قناة نيكاراجوا:-
في مقابل سيطرة الولايات المتحدة علي قناة بنما قامت شركة صينية في عام ٢٠١٦ بالبدء في مشروع قناة نيكاراجوا وهو مشروع موازى لقناة بنما ويبلغ طوله ٢٧٦كم وعرضه يتراوح بين ٢٥٠- ٥٠٠ متر وعمق يبلغ ٢٧.٦ ويدعم هذا المشروع الصين وروسيا وإيران وبعض دول امريكا اللاتينية للخروج من سيطرة الولايات المتحدة علي قناة بنما.
تأثيرات قناة نيكاراجوا السلبية على قناة السويس محدودة لأنها تخدم مناطق مختلفة عن تلك التي تخدمها قناة السويس. والمشروع متوقف في الوقت الحالي بعد تحسن العلاقات بين الصين وبنما.
٥- قناة البحر الميت:
وهى فكرة قديمةاقترحتها بريطانيا كمشروع بديل لقناة السويس التي يسيطر عليها الفرنسيون والمقترحات القديمه كانت تعتمد علي شق قناة تربط بين البحر الميت والبحر المتوسط ثم تم احياء الفكرة مرة اخري بغرض توليد الطاقة الكهربائية للإستفادة من فرق ٤٠٠ متر بين منسوبي البحرين وذلك في أعقاب ازمة النفط وارتفاع اسعار البترول بعد حرب اكتوبر
وفي التسعينات أقترح بديل للفكرة الأولى وهى ربط البحر الميت بالبحر الأحمر ولكن واجهت هذا المشروع عقبات فنية.
في يناير ٢٠١٣ أعلن البنك الدولي أن أفضل طريقة لربط البحر الميت بالبحر الأحمرستكون عبر أنابيب ولمسافة١٨٠ كم وذلك لخفض المخاطر البيئية .
وبذلك فقد خرج مشروع قناة البحر الميت في صورته التي أقرها البنك الدولي من المنافسة مع قناة السويس ليصبح مجرد مصدر لتوليد الطاقة.
٦- مشروع سكة حديد حيفا- إربد :
تم اعتماده من الحكومة الإسرائيلية عام ٢٠٠٥ بالإنفاق مع الحكومة الأردنية. كما أن الحكومة الإسرائيلية قد اقترحت أيضا ربط إسرائيل بالسعودية عبر هذا المشروع لينتهي الخط بمدينة الدمام علي الخليج العربي ولكن المشروع لقي معارضة شعبية في الأردن فلم يتم منه إلا مرحلته الأولى من حيفا إلي بيسان في عام ٢٠١٦ وتعثر إستكمال المرحلة الثانية في الجانب الأردني عبر جسر الشيخ حسين وصولا إلي إربد وتروج إسرائيل لهذا المشروع علي أنها وسيلة ستسهل التبادل التجاري والسياحي وتمكن الأردن وإسرائيل من نقل البضائع الآتيةمن آسيا لأوروبا عبر ميناء حيفا وبالعكس .
ولكن إتمام المشروع تعثر بسبب الرفض الشعبي في فلسطين والأردن. .
مستقبل قناة السويس :
يري الخبراء المصريون أن قناة السويس تبقي خارج المنافسة وأن عدد السفن العابرة للقناة لم ولن تتأثر بأي من هذه الممرات ولكن الشركات الملاحية تضغط على مصر من آن لآخر لتخفيض رسوم العبور وأنه بعد توسعة قناة السويس أصبحت أكثر جاذبية عن ذى قبل .
وأكد المركز الإعلامي لرئاسة الوزراء أن عدد السفن المارة في قناة السويس فى العام الحالي ٢٠١٨ – ٢٠١٩ قد بلغ ١٨.٤٨٢ سفينة مقارنة ب ١٧.٨٦٠ في العام المالي السابق .
ويؤكد الخبراء أن مسار قناة السويس سيظل المسار الأقصر والأكثر أمنا لربط الشرق بالغرب فى المستقبل المنظور.
.
التعليقات مغلقة.