” قناع الموت ” من حكايات الطب …د.أحمد دبيان
أثناء التدريبات العملية لدورات الانعاش القلبى الرئوى يطالع العاملون فى الحقل الطبى دمية مستنسخة بوجه واحد متكرر ، لا يعلم الكثيرون وحتى من الأطباء القصة المأساوية لصاحبة هذا الوجه .
بداية يجب ان نعود لتقليد قديم يسمى بقناع الموت .
كان قناع الموت تقليداً أوروبياً يتم فيه وضع قناع من الشمع او الجبس على وجه المتوفى حديثاً تمهيداً لنحته لاحقاً او تركه كما هو ،
ذكرى لملامح المتوفى فى لحظاته الاخيرة قبل ان يترك ظاهر الارض نحو باطنها .
لم ينتشر هذا التقليد فى البلاد الشرق اوسطية ربما للقيود الشعائرية ولكنه انتشر فى مصر مع النهضة الفنية التى صاحبت بدايات القرن العشرين وحتى الستينات من القرن الماضى ،
وقد كان من اشهر أقنعة الموتى فى مصر القناع الذى صنعه المثال العظيم محمود مختار لسعد زغلول بعد وفاته ،
والقناع الذى صنعه الفنان محمد حسن لمختار نفسه بعد وفاته ، ثم القناع الذى صنعه النحات الكبير جمال السجينى للزعيم جمال عبد الناصر بعد الرحيل يوم ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠.
الوجه الذى تم استخدامه لدمى التدريب كان بصمة قناع وجه لفتاة فرنسية مجهولة ماتت باسفيكسيا الغرق وتم استخراج جثتها من نهر السين عام ١٨٨٠.
كان الاحتمال المرجح فى التحقيقات هو انتحارها ،
لفتت ملامحها الرقيقة الأنظار ومن
ملائكية تعابيرها وابتسامتها تم وضع وجهها على اول مانيكان تم استخدامه فى التدريبات العملية للإنعاش القلبى الرئوى
CPR
وأطلقوا عليه اسم
Rescue Annie
او انقذوا آنى، فى عام ١٩٥٨
ظلت قصة صاحبة الوجه مجهولة حتى الْيَوْمَ .
وحيث ان ضمن تدريبات الانعاش القلبى الرئوى اجراء قبلة الحياة ،تم اعتبار وجهها اكثر وجه نال القبلات فى التاريخ .
التعليقات مغلقة.