قهوةالمساء القُدرة
بقلم الأستاذ داوود الأسطل
القدرة تعني الإستطاعة لفعل الشيء والتمكن منه ، وهي صفة لصيقة بالأقوياء ، وأعلاها إحقاق الحقوق وإدارة شئون الناس ومنها القدرة على كبح جماح الشهوة والتحكم في حالة الغضب ، ومنها الصبر والتريث ومنها الصمت والقرارات الصائبة .
الناس بطبيعتهم البشرية يحتاجون الى قائد او قادة مقتدرون ، يتميزون بعلمهم وقوتهم ، والمال هنا ليس مقياسا ولكن مقياسه هو القدرة على جلبه لإصلاح شئون الناس وليس لإغتناء القادة .
لقد استعان فرعون بهامان لبناء الصرح ولم يستعن بقارون ، ذلك لأن هامان يمتلك المقدرة العلمية لبناء صرح مرتفع وعظيم .
ومن أسوأ ما تعانية الشعوب هو عدم مقدرة حكوماتهم الإيفاء بضروريات العيش الكريم لمواطنيهم ، ورغم ذلك يتشبثون في الحكم ، لأنه يعني بالنسبة لهم السيادة والجاه وليس الإلتزام تجاه شعوبهم .
وبالتالي هؤلاء القوم هم موظفون عموميون ينهبون أموال الناس بالباطل .
فماذا تنتظر الشعوب التواقة للحرية الحقيقية أو الإنصاف المترتب عليه عيشهم وأهليهم بكرامة وسعادة ؟!
الناس تحكمهم يد البطش الغليظة ، بكل ما تحمله الكلمة من معاني في كل الاتجاهات ، وليس عند أمراء الصدفة أو أمراء مؤامرة الديموقراطية أي قدرة عن ادارة أزمات الناس أو التخلي عن الكرسي الذي نخرته ديدان الفساد .
لن أطيل أكثر ، ولكنني أقول إن الموروثات التي ورثناها ذاخرة بقادة خلدوا أسماءهم في سجل الخالدين ، وكتبوا تاريخهم بدمائهم وعرقهم وبذلهم ، وما زلنا نتوارث ارثهم جيل بعد جيل ، والسؤال المهم الآن :
ماذا سيرث منا الأجيال القادمة ؟!
وماذا سينقلون عنَّا ؟!
فلسطين – غزة
10/7/2021
التعليقات مغلقة.