قهوة المساء : قواعد السيطرة ( 43 )
القاعدة الثالثة والأربعون :
( التودد والإقناع طريق النجاح )
إن الإنسان يتميز عن باقي المخلوقات بالعقل والقلب واللسان ، لذا ، فهو بحاجة مستمرة لسماع الكلام الجميل أو المؤثر الهادف إلى تقويم اعوجاجه أو استمالة قلبه ، ولا يكون ذلك إلا بإقناع عقله ، فإذا اقتنع العقل يلين القلب وينشرح الصدر وتُحل عقدة اللسان وتتحرك كل الجوارح طائعة .
قال تعالى :
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) آل عمران 159
وعكس ذلك هو الطغيان وقهر الناس ، الذي حتماً يؤدي إلى التمرد والسقوط المُدَّوي في الهاوية ، فالناس لا يؤخذون بالقهر والبغي والتسلط وإنما تُستمال مشاعرهم بالرفق وإصلاح معيشتهم وأحوالهم والذود عنهم .
قال تعالى :
( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت 34
لقد استخدم نبي الله ابراهيم أرق العبارات لاستمالة أبيه حتى يترك عبادة الأصنام حيث خاطبه بكلمة ( يا أبتي ) وعندما أُمر بذبح ولده اسماعيل خاطبه ( يا بني ) ، وقد أمر الله نبيه موسى وأخيه هارون أن ينصحا فرعون بالقول اللين بجانب الآيات الدامغة ،
قال تعالى :
( اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) طه
الوصول الى قلوب الناس يحتاج الى فهم مشاعرهم واحتياجاتهم وعدم التنكر لها ، وإن كان هذا هو الطريق الأصعب إلا أنه هو الأنجع والأدوم لبقاء أحبال المودة والطاعة .
داوود الاسطل
فلسطين – غزة
10/3/2022
التعليقات مغلقة.