قهوة المساء…الصبر بقلم داوود الأسطل
قهوة المساء…الصبر بقلم داوود الأسطل
الصبر يعني التأني والجَلَد ، ويسمي صاحبه صابرا ، وهو يصبر ويتحمل طوعاً وليس قسرا .
وهنا نتساءل في أي المواطن يكون الصبر صبرا حقيقيا ومتى يكون خنوعا وجبنا ؟
أولا : الصبر عند المصائب العظيمة :
مثل الموت ، الشهادة ، قتال العدو
وهنا يعني صبرك أنك تعلم بأنك ميت كما الذي فارقته ، فتصبر على الم فقدانه ، وتعلم ان للشهيد منزلة عظيمة عند الله وان ثمرة جهده باقية في الاجيال فتصبر .
وبالمقابل هل نرى المريض ينازع مرضه ونصبر حتى يموت بحجة الصبر ، او ندع قتال العدو تذرعا بالصبر ، وندع الوطن للمحتل !
ثانيا : الصبر على الكلام والمكائد
قال تعالى ( واصبر على ما يقولون .. ) ، وقال تعالى ( قد نعلم انه يضيق صدرك بما يقولون .. )
نعم من الممكن الصبر على الكلام خشية الوقوع في الردود البذيئة والاتهامات الماحقة .
وبالمقابل ، اذا تعدى الكلام الى أفعال هل نشاهد انتهاك الحرمات ونصبر !
ثالثا : الصبر على الشح
قال تعالى ( ونقص في الأموال والانفس والثمرات ..)
نصبر على النقص العام في الأموال ، ونصبر على التضحية الشاملة بالأنفس ونصبر على شح الموارد عن الجميع .
وبالمقابل هل نصبر على الظلم في التوزيع والثراء الفاحش لطبقة دون غيرها ، أم هل نُساق كما الخراف لمذبح الحرية الحمقاء المجوفة بالشعارات الكاذبة ليتقدم الصفوف الضعفاء من النساء والولدان والشيوخ او الشباب العُزَّل ويتقهقر الاغنياء والأقوياء ، ام نصبر على ثمار الجهود التي يسرقها السياسيون من عرق الكادحين !
الصور كثيرة ، وما اردت ايصاله على عجالة أن الصبر يكون له هدف بعيد ، ألا وهو الفرج ، ولذا يكون صبراً طوعياً محمودا يسمو صاحبه ، أما ان كان الصبر قسريا دون رضى خوفا من البطش ، فهذا لا يسمى صبرا ، وانما يسمى جبناً وخنوعا وصاحبه مذموما مدحورا .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
20/9/2021
التعليقات مغلقة.