قهوة المساء : آداب الضيافة – الذوق الرفيع بقلم الأستاذ داوود الاسطل
يعتاد الأهل والأصدقاء والجيران والزملاء زيارة بعضهم بعضا ، فيحل أحدهم ضيفا على الآخر ، وللضيافة آدابها عند الضيف والمضيف ، وللمجالس أذواقها وأماكنها وواجباتها وحقوقها .
واليوم سأتكلم عن بيتك الإلكتروني ، أي صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل المتعلقة به من أدوات للتواصل في الفضاء الإفتراضي .
معظم الناس في عصرنا الحالي يمتلك حسابا شخصيا له عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ، وتعتبر نافذته أمام العالم والأصدقاء .
وهذه الصفحات نعبر من خلالها عن مكنونات دواخلنا وننضح ما فينا ، وكل إناءٍ ينضح بما فيه .
ولكن هناك ضوابط عامة لاستخدام هذا الحق ، ولعل أهمها عدم الاعتداء على حرية الآخرين والابتعاد عن خوادش الحياء او الإبتزاز .
وكذلك لمجموعة الزوار آداب يجب أن يتحلوا بها ، ولعل أهمها ، النقد البناء ، والمجاملة المحمودة ، وتجنب الرد على أصحاب التعليقات ، لأنها من حق المضيف صاحب الحساب ، فلا تُستغل صفحته لمهاجمة الآخرين .
فحريٌ بنا أن نكتب على صفحاتنا وأن ننتقد من خلالها حسب الأصول ، لا ان نستخدم منصات غيرنا .
وكما ان للبيت حرمة فإن لحسابتنا حرمة ، وآداب الصفحات كما آداب البيوت ، فيقدم المضيف افضل ما عنده ويلتزم الضيف بأخلاقه ويتعامل بذوقه وحسن أدبه .
ولنتعامل سويا على أننا نكمل بعضنا البعض ، وان كان هناك تصويبا فليكن في حدود الأدب المبني على النقد البنَّاء الهادف ، وليراعي كلٌ منا أحاسيس ومشاعر الآخرين ، وكذلك آراؤهم وميولهم ومعتقداتهم على قاعدة الحوار المتبادل وليس فرض الرأي .
وليتحلى كلٌ منا بالذوق الرفيع وقول الخير ، أو الصمت ، حتى لا يُحبط الآخرين وتتحطم مجاذيفهم ، فكما لك رؤية وأحلام ، للناس رؤىً وأحلام ، تساويك في الرأي وتخالفك في الطريقة والآداء .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
5/9/2021
التعليقات مغلقة.