قهوة المساء : أجسادٌ على أجداثٍ عارية بقلم الأستاذ داوود الاسطل
الفقر آفة الحياة ، وما أكثر البيوت المستورة في مجتمعنا الفلسطيني الذي يعاني ويلات الاحتلال من جهة وويلات الانöــسـ.ـام من جهة أخرى .
أكثر من مائة ألف أسرة مستورة في قطاع غزة وحدها ، وهؤلاء يشكلون وحدهم بأسرهم ما يقارب من نصف سكان القطاع .
والمواطن الضعيف البسيط الغلبان يقع ضحية لمصالح الكبار ، حيث لا خطة استراتيجية لمحاربة الفقر ترتبط بخطط تنموية .
فالبطالة في حالة صعود رهيب ، والأسعار ترتفع بشكل جنوني ، وخصوصا في المواد الأساسية ، وكل ما هنالك فقط عملية تقطير لأجسادٍ يلتهمها الجوع والفقر والعوز .
الأمر ليس منوطاً فقط بالطعام والشراب ، وانما في كل مناحي الحياة المتعلقة بآدميتنا والتي كفلتها الشرائع والقوانين الدولية .
لقد تحول الشعب مرة أخرى الى طوابير على شبابيك المؤن ، أو عيون شاخصة بانتظار المنحة القطرية التي تخصص عشرة دولارات لكل فرد شهريا في حال توفرها ، أو معونات اغاثية حكومية في مهب الريح .
ثلاثون عاما ولا زالت خزينتنا فارغة ، والمجتمع في حالة تراجع كبيرة .
ثلاثون عاما والوجوه لا تتغير ، وكأنها قدر .
الأغنياء يزدادون غنى ، والفقراء يشتعلون بؤساً وانحناءً في زيادة مضطردة .
بيوت تُبنى لا يقطنها أحد ، مساحات من الأرض ، نشاهد السياج الشائك حولها ، منتجعات تنتشر ، سيارات فارهة ، أسواق العالم مفتوحة لفئة معينة ، منشآت تُقام وأخرى تُزال ، أطفال أصبحوا تجاراً ، وتجارٌ أصبحت السجون مأوًى لهم ، موظفون مسحوقون سحقا ، لا يكادون يعيشون ، فقرٌ مدقع في كل مكان ، ويتباكى الماكرون يَرْثُون أحوال الرعية ، فيملؤون بطونهم ، ويشبعون غرائزهم باسم الدين او باسم الوطن .
دموعٌ في عيونٍ وقحة ، تَرْبِتُ على كتف اليتيم وتأكل حقه ، وتمسح دموع الأرامل لتلامس خدودهن الرقيقة ، تفتح عباءة عطفها لتضم المحصنات ستراً بهتك سترهنَّ ، ويبقى الغنيُ غنيٌ ، والفقيرُ فقيرٌ .
كيف تُبنى الأوطان والناس على ظهره أموات !!
فلسطين – غزة
26/10/2021
التعليقات مغلقة.