قهوة المساء : إقرأ بقلم الأستاذ داوود الاسطل
قهوة المساء : إقرأ بقلم الأستاذ داوود الاسطل
( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) ) العلق
القراءة والكتابة أمران مرتبطان بعضهما ببعض ، فالقراءة هي عملية التنمية الفكرية والتغذية العقلية ، والكتابة هي وسيلة التواصل البشري في مختلف المجالات ومختلف اللغات حيث تحول الكلام من مجرد أفكار دفينة الى كلام ظاهر يستفيد منه الجميع .
ان الله سبحانه وتعالى خلق آدم وعلمه الأسماء كلها ، نعم كل الأسماء ، علمه الأشياء والأدوات ، وخلق القلم ، وامره بالكتابة ، ذلك لأن كل علم يجب أن يوثق وان ينشر لتستفيد منه البشرية جمعاء .
إن العقل البشري مرتبط ارتباطا وثيقا بالحواس الخمس ( البصر ، السمع ، اللمس ، الشم ، التذوق ) ، ويعتبر الخزنة المعلوماتية لهذه الحواس ، يقوم بترتيبها وتحويلها الى افكار ، وتتعزز هذه الافكار من خلال القراءة فتتحول الى معلومات تكمل بعضها بعضا وتبين ترابطها لتنتج لنا اختراعا او ابداعا او ثقافة أو شعر او ادب .
اننا نقرأ ليس لاننا نرغب بالكتابة ، فالقراءة الهدف منها زيادة المخزون الاستراتيجي من كم المعلومات التي يحتاجها العقل لاستدعائها عند اللزوم ، والكتابة ابداع ينتجه العقل امتزج ما بينه وبين القلب .
يقول عباس محمود العقاد : ( أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا وحياة واحدة لا تكفيني ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة )
وكأن القراءة تعطيك أعمار الآخرين وتجاربهم ومنتجات عقولهم وابداعهم .
اذن فخلاصة القول ، أن اقرأ تعني لنا التعلم والنشر والتوثيق والقراءة والكتابة والابداع والدعوة والتكلم والحض والابتكار ، تعني السمو والجمال والاتزان والرجاحة ، تعني القرار السليم والخيال الواسع والتفكر .
والعلم لا يعني شهادة ورقية – مع أهميتها – معلقة على جدران مكتبك ، وانما تغذية روحية وفكرية ترتقي الى حد الابداع في كل المجالات تكسب صاحبها التميز وتفتح له الآفاق ليرى الوجود جميلا .
فلسطين – غزة
24/9/2021
التعليقات مغلقة.