قهوة المساء : الأمل بقلم داوود الاسطل فلسطين – غزة
الإنسان مجبولٌ على الأمل ، ولولاه لما استطاع الصبر ، الحياة بطبعها قاسية ، يعمرها الإنسان بالكَّدِّ والنَصَب ، على أمل ان يكون غَدُهُ أفضل .
كثيرةٌ هي الأمور التي نراها بعيدة المنال وحلها بين أيدينا ، كثيرون هم الأشخاص الذين نهابهم وهم أبسط ما يكون ، كثيرة هي الاماكن التي نتمنى أن نكون فيها وعندما نكون نكتشف انها مجرد أماكن تملها ان اطلت الإقامة بها ،
كثيرة هي المناصب التي ترغب أن تكون فيها ، وما أن تحصل عليها تجدها خاوية من مضمونها .
هكذا هو الإنسان يستعظم الأشياء ويعقد أمله بها ويكتشف انها لا شيء سوى استمرار الكد والتعب ، وهو في املٍ مستمر .
كل ذلك سببه الأمل ، نتعلق بحباله ، ولا نعد للسنين ، ولا نلقي لها بالا ، واذ بقطار العمر يمضي وانت تنتظر على المحطة السابقة علَّه يعود ثانيةً ، ليصطحبك لموعدٍ غرامي او احتساء قهوتك على شفير غابة يتخللها ضوء الشمس المنتظرة للغياب ، وثوب الأمل يلفك بذراعيه الناعمة ليطبع على جبينك قُبلة الخلود بشفاهه الوردية ، وعطر الياسمين يفوح في المكان ، وعلى آخر النفق هناك شمعة طال انتظارها .
التعليقات مغلقة.