قهوة المساء : الإفك المغلف بقلم داوود الأسطل
الإفك هو الإفتراء كذبا ، وهو صفة ملاصقة بالمنافقين والعابثين والمتسلقين .
وما أكثر الأفاكون في عصرنا الحاضر ، ألسنتهم لا تنطق الا ديناً او وطنية ، يلبسون أجمل الثياب ليغطوا أقبح الأجساد ، تراهم حريصون وقلوبهم خَرِبة ، عيونهم ثاقبة وعقولهم عفنة .
كيف يتولد الأفاكون ، وكيف يعتلون ؟
يتولد الأفاك بالتسلق ، ويحب أن يُحمد على ما لا يفعل ، وتراه يُحَقِّر أعمال الآخرين ليكونوا دونه ، يبغض الأشراف المحافظون – وجلهم فقراء – ويختبيء وراء سيارته الفارهة أو زوجته الجميلة .
تراهم يتسابقون في الظهور الاعلامي وكأنهم الأبطال الحقيقيون ، يتشذقون ، يكذبون ، لسانهم سليط وعيونهم جريئة ، يكذبون وهم ينظرون في عينيك ، لا يستحون ، لا يهمهم وجعك .
الأفاكون يقتاتون على صمت الصادقين ، فالصادقين لا يطلبون شيء لانفسهم والافاكون لا يطلبون إلا لأنفسهم .
تراهم يدافعون عن الباطل بلسان طليق يحسبه الظمآن ماءً ، بينما يترنح الصادقون خجلا ، فيؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .
( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الروم 41
الأفاكون يستكثرون على الناس أدنى متطلبات حياتهم ، فيرونها كثيرة عليهم ليستكثروا هم اموالهم ومناصبهم ، يغضون البصر عن مكارم الناس وعطائهم وبذلهم وجهدهم ليسحروا أعين الناس بإفكهم وضلالهم ، فيصدقهم الحمقى ويكذبون الصادقين .
مَن سمح لاولئك النفر بالعلو فليدفع فاتورة صمته
نحن من صنع أصنامنا ، واليوم ننهى عن عبادتها ، فهيهات هيهات ، يبدو أننا تأخرنا كثيرا أيها السادة .
( كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ) ص 3
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
22/8/2021
التعليقات مغلقة.