قهوة المساء : الإهتمام
بقلم الاستاذ داوود الأسطل
الإنسان بطبيعته مجموعة مضطربة من المشاعر والأحاسيس ، وذلك لأن التكوين الأساسي عبارة عن امتزاج بين الماء والطين ، وكل منهما سبب لوجود الآخر ، فلولا الماء ما أنبتت الأرض ولولا الأرض وطبقاتها وصخورها وتضاريسها لما كان للماء أي أهمية .
إذن فالإنسان بحسب طبيعته التكوينية يحتاج للإهتمام دوما ، في كل حالاته وفي كل مراحل عمره .
الإهتمام يجلب الحب والإحترام ، ويرتقي إلى أبعد من ذلك بكثير ، فلعلك لا تدري ثمرته الا بعد مرور وقت طويل وأنت هائمٌ باهتمامك ، وكم هناك من نماذج عظيمة دالَّة على ذلك ، فما كانت تعلم فاطمة بنت أسد أنها تهتم بيتيمٍ هو سيد الخلق ( صلى الله عليه وسلم )
ولم تكن آسيا زوجة فرعون تعلم بأنها تهتم بكليم الله ، واستحقت خديجة بنت خويلد قصراً في الجنة لاهتمامها بزوجها خاتم النبيين .
كم من غراس نما وترعرع بالإهتمام فكان منه أطيب الثمر ، وكم من غراس أهمله صاحبه فاضمحل واندثر .
الإهتمام رحمة ، بأبويك ، بزوجك ، بولدك ، ببنتك، بأخيك ، بأختك ، بجارك ، بصديقك ، بحديقتك ، بمزرعتك ، بمصنعك ، بموطنك .
الإهتمام يبدأ بنفسك ، بمظهرك ، بمخبرك ، بملبسك ، بكلامك ، بعلاقاتك وبسلوكك مع الناس ومع الأشياء من حولك .
الإهتمام بهجة ، تدخلها في قلوب من حولك ،تدفعهم الى الانجاز وتعلو في نفوسهم الهمم ، وتزدهر البلاد ويصلح العباد ، ويسود العطاء .
لا تحرموا أنفسكم متعة الإهتمام ، ولا تظلموا الناس بالإهمال فعواقبه وخيمة
فلسطين – غزة
6/8/2021
التعليقات مغلقة.