قهوة المساء : الانتصار – أَمِ الانكسار بقلم الأستاذ داوود الاسطل
قهوة المساء : الانتصار – أَمِ الانكسار
الانتصار في مفهومه العام تحقيق هدف معين في جولة سجال أو قتال او صراع ، ويكون بين طرفين ، والانتصار لا يعني الفتح ، هو فقط تحقيق هدف معين ، وسلسلة الإنتصارات قد تؤدي الى فتح مبين .
وكما للانتصار صورة جميلة ، فإن له بالمقابل ثمن ، وقد يخفي خلفه صورة قاتمة وأوضاع أليمة .
إن المنتصرون عادة ينظروا الى ما حققوا من أهداف دون الاكتراث الى ما سببه انتصارهم من آلام ، فيتحول النصر من نصر جماعي يخدم الكل ، الى نصر ذاتي يخدم أفراد ، ويهلك الحرث والنسل ، وهذه وأيم الله الحالقة ، والمفسدة الكبرى .
الجولات التصارعية هي ليست فقط مع العدو ، وانما الجولات التصارعية الحقيقية هي مع الذات المتمثلة في ادارة شئون الناس ومصالحهم وحياتهم وآمالهم وأحلامهم .
لا تقول لي انتصرت وشعبك يتضور جوعاً .
لا تقول لي انتصرت وانت تستقوي على الضعفاء والمساكين .
لا تقول لي انك انتصرت ، وتتلذذ بنصرك والناس تنتظر رحمة فتاتك ، تأكل الغنائم وحدك ، وتريد من الناس الهتاف باسمك .
لا تقول لي اسقني بالعز ماء العلقم وانت غارق في ترفك تتفاخر في زينتك ، تتعالى على خلق الله وانت تنعم بما جادت به دماء المسحوقين وأنَّات الثكلى وآهات اليتامى .
إني والله أرانا وقد تكالبت علينا كل قوى البغي والظلم ، لا يرقبون فينا إلاً ولا ذمة ، يمحقون ما جادت به دماؤنا وما ارتوت بعرقنا منه الأرض الطيبة .
إنكم والله لتأكلون تعبنا ونضالنا وصمودنا أضعافاً مضاعفة ، تترابون فيما بينكم أيكم أكثر لنا إيلاما .
يكفيني من القهر ما خط قلمي تعبيرا عمن يموتون قهرا
15/8/2021
التعليقات مغلقة.