موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قهوة المساء : البضاعة المزجاة بقلم الأستاذ داوود الاسطل

419

قهوة المساء : البضاعة المزجاة بقلم الأستاذ داوود الاسطل

كلام في الممنوع

إن الأصل في التداول بين الناس تبادل المنافع ، فكل نفعٍ بقابله دفع ، يساويه في القيمة ، ويخالفه في الكيفية .
وقد جرت سنة الحياة أن يتدافع الناس ويتكاملوا فيما آتاهم الله من فضل ، وكل انسان في حاجة أخيه الانسان ، ويتعدى الأمر أكثر من ذلك ، حتى ينفق الانسان على دابته أو سيارته او مزرعته او مصنعه ليتبادل معهم المنافع ، فيعطيهم ، ويعطونه .
وما أردت الإشارة إليه في مقالي هذا :
أن الكثيرون من الناس يعتاشون على الصدقات من غير وجه حق ودون تقديم خدمة مقابل المساعدة ، استثني من ذلك أصحاب الحاجة الحقيقيون من الضعفاء والمساكين والفقراء والمرضى والأيتام والأرامل وعابري السبيل وأصحاب المغارم الكبيرة .
وقد عكفت الأنظمة الحاكمة على تشريع مؤسسات وجمعيات خيرية وسنت لها قوانين ضابطة للمساعدة على التسول المشروع بحماية القانون ، وذلك هربا وتهربا من مسؤوليتهم الأساسية تجاه توفير الحياة الكريمة لمواطنيهم وعلى رأسها توفير العمل والحد من البطالة .
هل يحوز لشاب يافع مفتول الساعد ان ينتظر منحة او كوبونة أو مساعدة ليتحول الى متسول مكسور العين ؟
لقد كان في يوسف واخوته آية لنا لعلنا نعتبر او نتفكر :
قال تعالى :

( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ) يوسف 88

صَغارٌ بعد عِزَّة ، ذلٌ وهوان ، ورقابٍ محنية ، وطلبٌ من حلقٍ قد جَفَّ خجلا .
البضاعة المزجاة ، تعني أن تطلب ثمنا لبضاعة رديئة ، لا تساوي بميزان التبادل النفعي شيئا .
إن تحويل الناس القادرين على العطاء والعمل ، الى جيشٍ من المتسولين على عتبات المتنفذين ، لهو أمر مبرمج وممنهج لإذلال الناس وغرس الوهن في قلوبهم والشعور بالحاجة والدونية ، لا يورث الا جيلا ذليلا مكسور الخاطر ، جيلا تابعا ، لا يفاخر بأصوله التي ينحدر منها بعد عقود من الزمن .
إن اليد العليا خير من اليد السفلى ، ومن يُعطِي يملك ، ومن يأخذ باستحياءٍ يُستعبد .
هل تُنفق الأموال النتنة ثمنا للسكوت ؟
هل تُفتح المؤسسات الخيرية لتغطي عجز الحكومات ؟
لماذا يرضى المواطن القوي أن يعتاش على بقايا صدقات الناس ومعوناتهم ، المؤمنون منهم والكافرون ؟
لماذا لا نزرع قمحنا بأيدينا ونأكل من عرق جبيننا ؟
لماذا ارتضينا الذل الهوان والمزاحمة في طوابير العجزة والمرضى واصحاب الحاجة ؟
أيها المسؤولون :
ستقفون أمام الله وستُسألون عما اقترفتم من جرائم مغلفة باسم الدين او الوطن بحق الشعوب ، وانتم تحسبون عبثاً انكم تحسنون صنعا .
قال تعالى :

( وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ) الفرقان 23

يكفي طربا على اوتار أوجاعنا ، ويكفي شبابنا ذلاً ان تجعلوا منهم متسولين بين يدي الطغاة .
يكفي ظلما وأعيدوا الحقوق الى أصحابها ، وتوقفوا عن بيع الوهم ، ولا يغرنكم الأفاكون ، وكونوا أملاً للناس حتى لا يلعنكم الله وتلعنكم الأجيال ويلعنكم اللاعنون .

فلسطين – غزة
2/10/2021

التعليقات مغلقة.