موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قهوة المساء : التشهير بقلم الأستاذ داوود الأسطل

216

قهوة المساء : التشهير

بقلم الأستاذ داوود الأسطل

( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) النور 19

التشهير هو الحكم المسبق بدون محاكمة عادلة

لن أتطرف هنا إلى الفتوى فأنا لست أهلاً لها ، وإنما سأتطرق إلى إظهار فعل قبيح إنتشر بين الناس بسبب التكنولوجيا الحديثة ، وهو أمرٌ قديمٌ حديث ، قياساً بأدواته ، فالتشهير قديما كان بنشر الفضائح قولا في المجالس ، واليوم تطورت أدواته فأصبح التشهير صوتاً وصورةً ، لفظاً وسمعاً ومشاهدةً تجوب أركان الدنيا في لحظة واحدة ، وأوسعه انتشارا التشهير الإلكتروني باستخدام مواقع التواصل الإجتماعي أو الوسائل المشابهة لها .
التشهير الذي أقصده هنا ما يتم تداوله باستخدام ميزة التصوير الحديثة ومراقبة أعمال الناس دون علمهم ، من صور فاضحة مخلة بالآداب العامة أو خادشة للحياء ، بغرض الإبتزاز ومهاجمة الخصوم ، وقد استخدم الناس قديما الرسم والنحت والهجاء ونقل الحديث في المجالس ، واليوم بإمكان أي أحد أن يقوم بنشر ما يروق له وأن يتهجم على الناس وان يكشف عوراتهم بسهولة ويُسر سواءٌ كان ذلك حقيقةً أو افتراءً .
إنها والذي نفسي بيده لفتنةٌ كبيرةٌ لا تلقيق إلا بالأعداء والمفسدين في الأرض ، وإنها والله لشديدةٌ على النفس لما فيها من هتكٍ للأعراض وكشفٍ للمستور ، او تعدٍ معنويٍ او ماديٍ على حقوق الآخرين ، يولد الكراهية والبغضاء ويساعد في نشر الرذيلة .
وبرغم وجود القوانين التي تجرِم هذا الفعل الشنيع إلا أن التّشهير الإلكتروني أصبح ظاهرةً عامةً جامحة ، تشمل أضرارها وانعكاساتها كل أفراد المجتمع ، انعكاسا مضرا ومدمرا الى أبعد الحدود.
إنها تنتشر كالنار في الهشيم عبر الصّور والتسجيلات الصّوتية ومقاطع الفيديو، والتي قد تكون حقيقية أو مفبركة. وذلك بهدف الانتقام أو الإساءة إلى السّمعة أو السّخرية أو الابتزاز أو إقصاء أحد الخصوم كما يحدث مثلا بين الخصوم السياسيين .
إن بعض الناس يرون ضرورة فضح السلوكيات اللأخلاقية تعبيراً عن الشجب أو بهدف تغيير المنكر أو أداة لرفع الظلم ، على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة .
لكن الحاصل اليوم هو فعل خفافيش الظلام الذين ينتهكون الأعراض فغايتهم ليست بالنبيلة ووسيلتهم أكثر بشاعة .
عانينا ولا زالت مجتمعاتنا تعاني من تلك الآفة الخطيرة التي هدمت البيوت ودمرت تماسك المجتمع وجلبت العار والفقر والرذيلة وفسخت النسيج المجتمعي .
ويشمل ذلك ايضاً الردح والغمز واللمز على الصفحات الخاصة والعامة .
لن يستطيع أحد أن يوقف ذلك ولكن نقول اتقوا الله ، فالفتنة أشد من القتل .

فلسطين – غزة
15/7/2021

التعليقات مغلقة.