قهوة المساء : التطوير الذاتي بقلم الأستاذ داوود الاسطل
التطوير الذاتي هو احداث تغيير حقيقي عند الانسان يفتح أمامه نوافذ الأمل والمعرفة والإبداع وتأسيس الطموح ورسم رؤية حقيقية لتأسيس الذات .
من الملاحظ أن التعليم يعتمد على مبدأ التلقين واغراق الطالب في المناهج المتضخمة التي لا حركة فيها ، أي لا تعتمد التدريب العملي تطبيقا للمناهج .
إن من أهم مراحل صقل شخصية الإنسان هي مرحلة الدراسة الأساسية ، وقد تبدأ التغيرات النفسية والجسمانية عند غالبية الطلبة في سن الثالثة عشر ، ويكون الطالب دخل المرحلة الإعدادية ، أي الفصل السابع من حياته الدراسية .
كيف ندرب أبناؤنا على كيفية ممارسة حقوقهم المدنية ؟
لماذا لا تندرج خطط التطوير الذاتي ضمن المنهج الأساسي ؟
على سبيل المثال :
من الصف السابع وحتى الصف الثاني عشر ، يمكن أن نؤسس النظام الديموقراطي الحقيقي تدريبا لتأسيس حياة الطلبة اللاحقة ، وعليه تجري الانتخابات الصفية ، فيختار الطلاب من يمثلونهم وعددهم خمسة طلاب يرأسهم رئيس مجلس الصف ( العريف ) ، وعلى اعتبار أن المدرسة تتكون من عشرين فصلا دراسيا ، يتكون عندنا مجلسا قياديا مكونا من مائة طالب يقودهم لجنة قيادية مكونة من عشرين طالبا ، يترأسهم أحدهم ويكون بمثابة الأمين العام للطلاب جميعا .
مهمة هذا المجلس استعراض مشاكل الطلاب والعمل على حلها مع الجهات المختصة وكذلك معرفة الظروف الخاصة لزملائهم والعمل على مساعدتهم بالتنسيق مع جهات الاختصاص ، وبذلك نكون قد دربنا أولادنا على القيادة وعلمناهم كيفية الحصول على مطالبهم بالطرق المشروعة .
ومن ناحية أخرى ، لماذا لا ندرب أبناؤنا على المشاركة في الحياة الاقتصادية ؟
على سبيل المثال :
لو افترضنا نجاح الخطوة الأولى من البناء السياسي المدرسي ، نستطيع وضع نظام اقتصادي أيضا ، فمن الممكن أن تكون المدرسة جمعية تعاونية استهلاكية ، فيدخر الطالب من مصروف جيبه شهريا ما يعادل مصروف يوم واحد فقط ، تقوم لجنة الصف بتحصيله ، ويبحث المجلس القيادي سبل استثمار هذا المبلغ الشهري ، ومن ناحية أخرى تضع الوزارة المختصة خططا تنموية لاستثمار تلك الطاقات ، وادراجها ضمن الخطة العامة ، وحض البنوك على دعم المشاريع المدرسية ، بالإقراض الحسن ، بضمان الوزارة ، حيث تسدد الأقساط ، من المساهمات الشهرية وريع المشاريع .
وهذا أيضا يفتح أمامنا مجالات عديدة للمساهمة في تخفيف حدة البطالة ، وذلك من جوانب عديدة لعل أهمها :
1- توظيف 3172 معلم لمادة التطوير الذاتي .
2- الحصول على 634 مشروع سنويا يفتح مجال العمل لعدد 2536 فرصة عمل جديدة .
3- دفع عجلة التنمية المستدامة ومشاركة المجتمع المحلي في التنمية المجتمعية .
4- تنشيط الحركة التجارية والصناعية .
5- فتح باب التخصصات الجديدة في الجامعات .
وغيرها الكثير الذي يصعب حصره في مقال .
ولأجل نجاح ذلك :
1- تخصيص مادة التطوير الذاتي كمادة رئيسة في المنظومة التعليمية تدخل رسميا في المنهج التعليمي .
2- تدشين غرفة صفية كبيرة مجهزة لتلائم هذا الغرض في كل مدرسة .
3- اعتماد خطط تمويل بنكية مناسبة لهذا الغرض .
وفي نهاية مقالي أقول لماذا لا نطور من أنفسنا ؟
فلتكن مدارسنا مليئة بالحيوية والنشاط ، بدلا من أن تكون وسيلة للتسرب المنزلي ، او تكون وسيلة للتسرب المدرسي .
لماذا لا تكون مناهجنا حيوية ، تبعث الأمل ، وليس مجرد حقائب تحمل على ظهور الاطفال .
فلسطين – غزة
1/11/2021
التعليقات مغلقة.