قهوة المساء : التفكير السادِيّ بقلم الأستاذ داوود الاسطل
قهوة المساء : التفكير السادِيّ
بقلم الأستاذ داوود الاسطل
يعتقد الكثيرون أن الساديَّة أمرٌ متعلق فقط بالعنف الجنسي والجسدي ، ولكن الواقع الذي نحياه يؤكد أن شعوب العالم بأسره تعاني من السادية الفكرية ، حتى العالم الذي يدَّعي التقدم .
إن العالم ينقسم إلى فئتين ، فئة حاكمة وفئة محكومة :
الفئة الحاكمة ، تمارس السادية الفكرية والتي تتمثل بالتلذذ بإيقاع الألم على المحكومين باتخاذهم قرارات غير محسوبة وغير وازنة دون مراعات حاجات الناس ومتطلباتهم الحياتية.
أما الفئة المحكومة في الكثير من بقاع المعمورة فهي تتسم من وجهة نظري بالمازوخية والتي هي على النقيض من السادية ، حيث أن المحكومين يستمتعون ويتلذذون عند احساسهم بالألم والظلم ، وإن قالوا غير ذلك ، فلو انهم غير مازوخيين لانتفضوا ضد الظلم .
لماذا كل هذه السادية الفكرية المتمثلة في اذلال الناس واغتصاب حقوقهم وقهرهم وسحق آدميتهم وإزهاق كرامتهم ؟!
إننا أمام تفكير عقيم يحيطه الشك والوسواس والتعصب والتطرف واستخدام العصا الغليظة والعقاب لكل منتقدٍ او معارض ، مشهدٌ ساديٌ مظلم يتمثل في :
اولاً : السادية الإجرامية
المتمثلة بالإحتلال والإستيطان والعـ.ـدوان المستبد والسافر ، هؤلاء الساديون الذين يتلذذون على قتل الاطفال والنساء والشيوخ ، يفجرون البيوت على رؤوس قاطنيها ، يختلعون الأشجار ويبقرون الحيوانات ويعيثون في الأرض فسادا .
ثانياً : سادية السيطرة
المتمثلة في الإجراءات والعقوبات والأنظمة الفاسدة ، سادية منتشرة في مجتمعاتنا العربية أكثر من غيرها في المجتمعات الأخرى .
ثالثاً : سادية الجبناء
والتي تتمثل في البحث عن كبش فداء والإختباء ورائه ، فإن نجح ظهر الساديون وإن فشل ألقوا باللوم عليه ، وتظهر هذه السادية في الشعوب المقهورة الواقع عليها الظلم ، فترد سادية المسيطرون بسادية الضعفاء الجبناء ، لإظهار الثقة الكاذبة والقدرة السرابية .
إن الساديون يمعنون في إهانة الناس وتحقيرهم بشتى الوسائل ويلحقون بهم الأذى المادي والمعنوي ويرهبونهم بما يمتلكون من ادوات القمع المختلفة .
والسؤال المهم : هل يشعر الساديون بالذنب وتأنيب الضمير عندما يلحقون الضرر بالآخرين ؟
بالطبع لا !!!!!
يحسب الساديون أنهم فائزون ، بل إنهم الأكثر خوفاً واضطراباً ، تلذذوا ما شئتم على عذابات الناس فمصيركم الزوال ، وعند الله تلتقي الخصوم .
فلسطين – غزة
1/8/2021
التعليقات مغلقة.