قهوة المساء : التلبيس والتدليس بقلم الأستاذ داوود الاسطل
التلبيس :
يعني خلط الأمور بعضها ببعض ، فتُخفى الحقيقة حتى لا تدري اصلها ، وبمعنى آخر إدخال شيء في شيء آخر يشابهه من حيث المظهر ويخالفه من حيث الجوهر .
أما التدليس :
فهو التزييف والغش وقلب الحقائق
ويستعان بالتدليس ليتم التلبيس .
قال تعالى : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة 42
ما اكثر القضايا التي يعج بها الاعلام الممول الذي يستخدم اسلوب التدليس لدعم الروايات الملتبسة التي آثرت استعمال الحقوق ودمجتها مع بواطل القرارات المجحفة ، وبرغم معرفتهم بالحقائق الا انهم قلبوا الحق باطلا وحرفوا وزيفوا وشوهوا أصحاب الحق الظاهرين .
إن من أسوأ مظاهر التلبيس هو تلبيس المصالح الخاصة ، ملابس المصالح الوطنية أو عمامة الدين .
يكلموننا عن الوطن ويظلمون أبناء الوطن ، يكلموننا عن الدين ويذبحوننا باسم الدين ، إنها الإنتهازية والأنانية .
وما أكثر النماذج التي تتفنن في تلبيس الحق بالباطل، وتغليف الباطل الحاكم بأغلفة مزينة يبهرون بها العامة ، بالوعود الكاذبة المضللة إرضاءً لنزوات ورغبات ساداتهم وزعمائهم ، نظير تحقيق مصالحهم الشخصية .
ألا تكتفوا من تضليل الناس والكذب عليهم ، متجاهلين تماما مشاعرهم وأحاسيسهم وحاجياتهم ومستلزمات صلاح حياتهم وأحوالهم وأبنائهم .
لا تستغلوا عاطفتنا لتبيعونا وطنية ، او ديناً ، أو تمارسوا علينا اخلاقا ومباديء ، فقد سئمنا وسقمنا ، ووهن العظم منَّا ، واشتعلت رؤوسنا شيبا .
لقد تصدعت رؤوسنا بالشعارات الجوفاء ، والقرارات المجحفة ، وتعاقدت قلوبنا مع الملبسين حتى أضحينا فاكهة لمجالس المدلسين ، تعمدوا الذبح ، وقالوا عنه ذبح حلال .
إلى متى سنبقى كالحمير نحمل أسفار الملبسين ونلتقط الصور التذكارية بعدسة المدلسين ؟!
فلسطين – غزة
4/9/2021
التعليقات مغلقة.