قهوة المساء : الحب
بقلم الأستاذ داوود الأسطل
بإذن الله سوف أتناول في هذا المقال أربعة أشكال فقط من أشكال الحب المتعارف عليه بين الناس :
الشكل الأول : حب الإتِّباع
( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آل عمران 31
هذا الصنف من الحب ، يبدأ في حب الله ورسوله .
وهو حبٌ موصولٌ أيضاً للمؤمنين .
وعلى الناحية الأخرى من الفهم الدنيوي فإن الإتباع سياسة يحبها أصحاب الجاه والسلطان ، فهم يحبون من يتبعهم ويبغضون المعارضين لهم ، فالعلاقة الأولى هي أساس إصلاح وصلاح العلاقات والأخرى يبدأ منها الفساد وتطغو المادة وينقطع حبل الود الحقيقي .
الشكل الثاني : حب الشهوات
( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) آل عمران (14)
تلك هي شهوات الإنسان في حياته ، يبحث عنها ويطلب المزيد منها لأنها متاعه ويحبها حباً جما ، ولا يضره حبه لشهواته تلك شيئا ما كانت بحقها ، ولكن ان كانت بغير حقها فهنا تكمن المصائب وتنتشر الكراهية وتنشب الحروب .
الشكل الثالث : الحب العاطفي
وهو الحب المتداول بين الخلائق كحب الوالدين والأبناء والزوج والزوجة والأصدقاء وهي رسالة سامية مأمورين بإفشائها ونشرها ، وبها يتعارف الناس ويتواددون ويتحابون على موائد السلام والطمأنينة ، وهي علاقة طبيعية مجبولٌ عليها الإنسان بفطرته ، ويقابله الكره العاطفي المجبول على الغيرة والشعور بالظلم او عدم الإهتمام ، فالأول يبني مجتمعا متماسكا قويا متينا ، والآخر يهدم بيوت العز والكرم .
الشكل الرابع : حب الشغف ( العشق الممنوع )
( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ ) يوسف 30
وهذا الصنف من الحب هو ما يسمى بالعشق الممنوع ، وهو العلاقة التي تجمع بين رجل وإمرأة في ظروف غير طبيعية ، يحتاج كلٌ منهما الى الآخر دون وجه حق ، فيقع الناس بسببها في الرذيلة أو ينجرفون بعواطفهم الى المجهول التي لا تُحمد عواقبه ، والوسائل كثيرة ومتوفرة ويقع فيها كثيرٌ من الناس الى حد أنها طغت على المشاعر وانتشرت على وسائل التواصل وغيرها ، فأصبحت مشاعرنا إلكترونية ، وحبنا إلكتروني وعشقنا إلكتروني ، نرى الأجساد ونسمع ونتكلم دونما أي احساس ، فذهب منا الحياء وحل بنا السفور .
كم فقدنا من الشعور الجميل لنتحول الى ذئاب جائعة لا يهمها أيُّ الجِيَفُ أكلت .
ما منّا من أحدٍ إلا ويحب ، وما منّا من أحدٍ بلا خطأ أو خطيئة ، ولكن يجب أن يحيا الحب فينا ، الحب الحقيقي .
فلسطين – غزة
12/7/2021
التعليقات مغلقة.