قهوة المساء : الحقوق المدنية والسياسية
بقلم الأستاذ داوود الاسطل
إن من أهم حقوق الإنسان المدنية هو حقوقه العامة في العيش بكرامة وأمن ورعاية صحية وتعليمية وتوفير وسائل الراحة والأمان له ولأسرته والتمتع الكامل بكل حقوق المواطنة .
أما الحقوق السياسية ، لعل أهمها هو الحق في المشاركة السياسية ، والانتخابات العامة وحرية الرأي وحرية تكوين الجمعيات والمشاركة الفاعلة في النقابات .
وهنا سأركز على الموضوع المهم الذي أنا بصدده وهو الحق في الانتخاب ترشحا وانتخابا ومساءلة .
لقد ورد في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية المعتمد في مواثيق الأمم المتحدة في المادة 25 الفقرة ( ب ) أنه يحق لكل مواطن أن ينتخب وأن يرشح نفسه في انتخابات نزيهة تجري دوريا بالاقتراع العام السري لحفظ الحريات .
اذن كيف نمارس هذا الحق ؟
و هل يجوز الكذب على المواطن من خلال برامج انتخابية فضفاضة ورقية فقط ؟
فممارسة الحق تبدأ من التأكد بتسجيل اسمه في سجل الناخبين العام ، ومن ثم ضمان حقه في الترشح دونما الضغط عليه من أي جهة كانت .
وأما بما يخص حق المواطن في محاسبة النظام القائم على البرامج الانتخابية ، فذلك يعود لمدى قياس الأداء الفعلي مع ما هو منصوص في تلك البرامج ، وفي حال شعر المواطن بالغبن السياسي ، اذن ماذا يفعل ؟
لقد كفل القانون الدولي ذلك بما ورد في ميثاق العهد الدولي المادة ( 22 ) الفقرة ( ١ ) والتي تنص على أحقية الفرد او الجماعة في تكوين جمعية او الانضمام لنقابة من أجل حماية المصالح العامة ، وبالتالي يكون ذلك توطئة الى محاسبة الفاسدين ودحرهم من خلال صناديق الاقتراع في دورته اللاحقة ، وكذلك من الممكن تشكيل جماعات الضغط او الأجسام المطلبية الضاغطة لتغيير مسار القرارات الخاطئة لأي مستوًى كان ، فليس هناك أحد فوق القانون .
وقد كفلت القوانين والمواثيق والعهود المتفق عليها ضمان حرية التعبير دونما الاعتداء على حرية الآخرين ودونما احداث خللا في السلم الأهلي والمجتمعي ، وعليه لا يحرم أحد من حقوقه بسبب دينه او عرقه او لونه او انتمائه السياسي طالما هو مواطن صالح يستخدم حقه الذي يكفله له القانون .
وخلاصة قولي :
- أن المجتمعات العربية تجيد المشاركة السياسية المنوطة فقط بانتخاب ممثلين تلك المجتمعات ويحرمون انفسهم من حقهم في الترشح .
- لا تتقن تلك المجتمعات البتة حقهم في مساءلة النظام ، او المطالبة بحقوقهم .
- أن أصحاب القضايا المطلبية يتكاسلون ويتواكلون ، يفضلون النوم والراحة ويتغنون بالحقوق .
- إن الحقوق تنتزع انتزاعا من فم الأسود ، والحقوق تحتاج الى مطالبين شجعان ، لأن حقوق المواطنة هي جزء من الحق العام للدفاع عن الوطن الذي أصل قداسته هو المواطن .
فلسطين – غزة
25/10/2021
التعليقات مغلقة.