قهوة المساء : الحقوق تُنتزع ولا تُستجدى بقلم داوود الأسطل فلسطين – غزة
بالأمس استوقفني اليوم العالمي للفقر ، وتأملت مليَّاً في العدد العالمي الهائل من الفقراء والذين يتجاوز تعدادهم حسب احصاء منظمات الامم المتحدة بمليار ونصف المليار فقير ، نصفهم تم تصنيفهم فقير جدا ، لا يكادون يعيشون الحياة الآدمية .
وهذا العدد الهائل من البشر المهمل يعيش في اوساط الدول التي تتغنى بالديموقراطية وجُلُّها تعتمد على هؤلاء الفقراء في استجلاب اصواتهم لصناديق الاقتراع ، فيتنعم المتنعمون ويعود الفقراء الى أزقتهم العفنة .
وعلى الصعيد الآخر تجد الظلم الواقع على أفراد الطبقة المتوسطة والطبقة الكادحة ، واصحاب القضايا المطلبية المختلفة ، والتي أصبحت أمراً مُوَرثاً من جيل الى جيل ، بطالة منتشرة حتى النخاع ،
خريجون جامعيون لا يجدون ملجأ ولا ملاذا ،
ارتفعت نسبة العنوسة والعزوف عن الزواج ، وكثير من الأمراض المجتمعية الأخرى التي لا حصر لها .
والغريب فعلا أن هؤلاء الذين اتحدث عنهم يفوقون نصف المجتمع المحلي ، ويتعدى ايضا لأن يبلغوا نصف العالم المشترك في نفس المأساة والمعاناة ، والأكثر غرابة أنهم لا يمارسون حقهم الطبيعي – المكفول قانوناً – في المطالبة بحقوقهم ، والتمترس خلفها ، هؤلاء الناس هم عبيد مغلفين بمغلفات الديموقراطية التي اهتمت بمساحيق التجميل وأخفت عورتها القذرة .
لماذا لا يُنشيء هؤلاء كيانات حقيقية تمثلهم او بالأحرى يمثلون من خلالها أنفسهم هم ؟!
لماذا الخوف والاخفاق ؟!
لماذا انتم فقط الفقراء ، والمظلومين والكادحين وغيركم يتنعم بما تجوده دمائكم وعرق جبينكم ؟!
إن كنتم لا تستطيعون انتزاع حقوقكم فباطن الأرض خير لكم من ظاهرها ، لأنكم لا تستحقون الحياة .
والأرض التي لا قيمة للإنسان فيها لا تستحق التضحية لأجلها ، وليعلم الناس أنهم جميعا شركاء على هذه الأرض ، فلا فضل لأحد على آخر إلا بما فضَّل الله بعضنا على بعض .
( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) النساء 97
18/10/2021
التعليقات مغلقة.