قهوة المساء : الدين المعاملة بقلم الأستاذ داوود الاسطل
إن الله سبحانه وتعالى بعث الأنبياء والرسل لهداية الناس إلى عبادته وحده لا شريك له وأنزل معهم شرائع ومناهج لتنضبط أحوال العباد ولتستقيم سلوكياتهم المجتمعية .
إن مجموعة الأخلاقيات والسلوكيات بين الناس تعتبر أساساً للمعاملات .
إن العبادات إنما تقرب الى الله ، ولا فخر لأحدٍ على أحد في ذلك ، لأن الهادي هو الله ، فلنحمد الله على ما هدانا .
أما السلوكيات فهي بأيدينا ، فلا يكفي أن أقيم الصلاة أو أصوم رمضان او أحج البيت – مع أهميتها – ليُقال عني رجل صالح ، أو ذو أخلاق رفيعة ، ولكن يجب أن ينعكس ذلك سلوكاً واقعاً في المجتمع ، لتسود المحبة بين الجميع ، لنساعد بعضنا بعضا ، لنتفقد أحوال بعضنا البعض ، لنتزاور ، لنتبادل أطراف الحديث ، لنبتسم في وجوه بعض، لنفرح بلُقيا أصدقائنا وأقربائنا وجيراننا .
إننا لو فعلنا ذلك ، سنريح الشرطة والأطباء والقضاة وغيرهم ونُريح ونستريح .
لا تقل لي أنا كذا وكذا ، بل اجعل أفعالك تحكي عنك ، لأعرفك حق المعرفة ، وليكن سلوكك هو النور الذي تهتدي به بين الناس والأسوة الحسنة التي تقلدها الأجيال .
التدين الحقيقي هو التدين الذي ينفع عباد الله ، فالله لا يريد منا إطعاماً ولا إرواءً ، وإنما يريد منَّا التقوى ، ولا تتحقق التقوى إلا بإقامة العدل بين الناس والمعاملة الحسنة ونشر الأمن والأمان وإفشاء المحبة والسلام.
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
13/4/2022
التعليقات مغلقة.