قهوة المساء : الرحمة واللين وخَفض الجانب بقلم الأستاذ داوود الاسطل
رسالة الى : المسؤولين ، والآباء والأمهات ، وجميع الناس ، قويهم وضعيفهم ، كبيرهم وصغيرهم ، كونوا رحماء ولينوا في معاملاتكم ، وتواضعوا ، فإن من تواضع لله رفعه .
قال تعالى :
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) آل عمران 159
فالرحمة خُلُقٌ عظيمة ، تعني الإهتمام والعطف المقرونين بالإحسان ، وهي تصرف ملموس تظهر آثاره في السلوك العام .
ومن صورها الرفق بالشعوب قولا وفعلا.
وكذلك الرفق بالأطفال ومداعبتهم وتقبيلهم وتلبية حاجاتهم ، والاهتمام بالأبناء والبنات والتودد اليهم وضمهم والاستماع الى همومهم وقضاء حوائجهم وتربيتهم وتوجيههم وارشادهم ومساعدتهم .
كذلك من صورها الاهتمام بالزوجة وذوات الأرحام ، و الرحمة بالضعفاء ومساعدتهم ، وكذلك الرحمة والرفق بالحيوانات .
أما اللين ، فهو التوازن بين الشِدَّة والرحمة ، وفيه توازن بين القلب والعقل في التصرف ، ويجوز ان نعتبر اللين صورة من صور الرحمة ولكن مقترنة بالسلوك التربوي ، والأداء العام في التصرفات والقرارات والعقوبات .
أما خفض الجانب هو التواضع ، وهي منزلة بين الرحمة واللين يتحلى بها أصحاب القوة والجاه والمال وأصحاب القدرة والهمم العالية ، فخفض الجانب ليس بالأمر السهل والهين
قال تعالى : ( واخفض جناحك للمؤمنين ) الحجر 88
،
قال تعالى :
( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) الاسراء 24
ما أحوجنا أن نكون رحماء فيما بيننا وأن ننزع الحقد والغل من قلوبنا ، وأن ننبذ التطرف والغباء والحمق من بين ظهرانينا .
ما احوجنا الي لينٍ يأخذ بأيدينا الى بر الأمان .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
19/11/2021
التعليقات مغلقة.