قهوة المساء : السدُّ المنيع
بقلم الأستاذ داوود الاسطل
الحاضنة الشعبية دوماً تشكل السد المنيع لأصحاب الحكم والأحزاب وحركات التحرر ، وتلك الحاضنة تحتاج الى رعاية مستمرة من أصحاب الهمم العالية والأهداف الكبيرة ، وقد شاهدنا نماذج كثيرة في العقد الأخير ، شكلت فيه الحاضنة الشعبية تحولاً كاملا في المسار ، ومنها الإستفتاء الشعبي المصري ، والثورة التونسية ، وتغيير مسار الإنقلاب التركي ، والحروب المتكررة على غزة ، والخاضنة الشعبية الأكثر احتضانا للمقاومين ضد الاحتلال الإسرائيلي إبان الإنتفاضة الأولى 1987- 1994م وغيرها الكثير من النماذج التي غيرت مجرى التاريخ .
ولكي تكون هذه الحاضنة سداً منيعاً تتحطم على صخرتها كل المؤامرات يجب حمايتها وصيانتها ودعم صمودها بشكل مستمر .
إن مكونات الحاضنة الشعبية هم الموظفون والعمال والطلاب والمزارعون والتجار والكتاب والأدباء والإعلاميون والفنانون والمبدعون ، الشباب والرجال والنساء والكهول والأطفال والمؤسسات والبقالات والأسواق والمنتجون والمستهلكون ، كل أولئك وغيرهم هم الحاضنة الشعبية التي تحمي القرارات ، أو تشعل ثورة ضد الظلم .
لقد ساد مَن ساد من قبل لأن شعبه أحبه ، وحكمه تَوَّجَهُ العدل ، فمن أراد السؤدد حافظ على حاضنته الشعبية ، لتكون سدَّهُ المنيع .
إن إهمال الحاضنة الشعبية يعني تهالك السد ، فتتحول هذه الحاضنة إلى ثورة شعبية تأكل الأخضر واليابس .
إن القضايا المطلبية من أساسيات رضى الحاضنة الشعبية ، فكلما كانت حياة الناس كريمة ، كلما عمَّ الإزدهار وحلَّ الرضى الشعبي ودامت الدولة بمكوناتها .
وكلما كانت حياة الناس في بؤسٍ وكربٍ وضيقٍ ، عمَّت الفوضى والسخط الشعبي واهتزت أركان الدولة بكل مكوناتها .
إلى متى تبقى الشعوب مضطهدة ومطلوبٌ منها أن تكون سداً منيعاً لأدوات الظلم ؟!
ليس هناك ما هو أهم من الإنسان وكرامته ، ولكلٍ حاجاته ، فسبحان من قرن عبادته بتوفير سبل الراحة لخلقه ( فليعبدوا رب هذا البيت ، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )
فلسطين – غزة
10/8/2021
التعليقات مغلقة.