قهوة المساء : الشباب بقلم الأستاذ داوود الاسطل
الشباب هم عماد الدولة ، وهم الركيزة الأساسية التي تقام عليها دعائم الكيانات المختلفة ، وهم الساعد المتين والقوي في البناء والتعمير ، وهم الطاقة التي تمد البلاد بالحيوية والنشاط .
والشباب هم زهرة الحياة وجمالها ورونقها وهم وهج الحاضر وأمل المستقبل .
كل ما تقدم يعتبر كلاماً انشائياً جميلاً ، قد يطرب أذن سامعه ، ولكنه لا يحل المشاكل التي تواجه الشباب يومياً في مجتمعاتنا العربية وخاصة في فلسطين وبالتحديد قطاع غزة المحاصر .
ولعل أهم مشاكل الشباب الفلسطينيين في قطاع غزة :
أولاً : الإحتلال ، واجراءاته التعسفية ومنعه المتعمد لحرية الحركة والتنقل والعمل داخل المدن الفلسطينية وخارجها.
ثانياً : الشعب الفلسطيني ، شعبٌ فَتِي ، أي أن معظمه شباب ، ويحتاج هذا العدد الهائل الى توفير فرص عمل ، الأمر الذي لا تستطيع أي حكومة التغلب عليه وبالتالي ، أصبح المجتمع الفلسطيني يعاني من البطالة ، والبطالة المقنعة ، الأمر الذي أثَّر سلباً على الإنجاز .
ثالثاً : الإنقسام
إن انقسام شطري الوطن خلق حالة من عدم تحمل المسؤولية الكاملة تجاه المواطن الفلسطيني وخاصة الشباب منهم ، ومنذ خمسة عشر عاماً لم تقم السلطة الفلسطينية بتوظيف أحد من قطاع غزة مكان الشواغر الطبيعية ، وسلطة الأمر الواقع في غزة اكتفت فقط بما يسمى بالاحلال الوظيفي ، والذي استفاد منه من عايش فترة الانقلاب ، وبعدما استقر الحال ببقاء الانقسام على حاله ومنذ أكثر من عشرة سنوات وعجلة التنمية متوقفة باستثناء بعض التعيينات الخجولة ، ومما زاد الطين بلة ، الحروب المتكررة والحصار الظالم وجائحة كورونا وغلاء الأسعار بسبب الحرب الروسية الأوكرانية ، والعديد من العوامل الأخرى التي أثرت سلباً على مسيرة الشباب وجعلت منهم قواعد في البيوت تنخر عظامهم رطوبة المساكن التي تنبعث منها روائح الفقر المدقع .
إن الشباب يستهلكون أعمارهم وطاقاتهم دونما جدوى ، مما سيؤثر سلباً على المستقبل ، ونحن بأمس الحاجة الى دعم الشباب ، لأن في دعمهم دعماً للصمود الفلسطيني أمام المحتل وقطعان مستوطنيه ، ولتبقى الأجيال حية تقاتل من أجل استقلالها وحريتها .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
25/4/2022
التعليقات مغلقة.