قهوة المساء : الصراع
منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم ، بدأ الصراع ، فاحتج الملائكة احتجاج ولاء ، واغتاظ ابليس حسدا غيظ توليه ، وقتل قابيل أخيه احتجاج قربان ، ثم استمر الصراع لأسباب متعددة ، منها صراع البقاء وصراع السيادة وصراع الأديان وصراع التطرف وصراع العشق وصراع المال وصراع الزعامة .
والنتيجة النهائية الموت السريع لطرف والموت المؤجل للطرف الآخر
إن أسوأ نتيجة للصراع هي الكراهية التي تنشب بسببه والتي تبنى على استمرار حياة الأطراف المتصارعة ، فأيُّ حياةٍ تلك التي يحياها اخوة في الوطن الواحد تسودها الكراهية والحقد وخسران جمال العلاقة الإنسانية .
ومن ثم تأتي الأنانية الذاتية النابعة من الأنا المقيتة ، فلا يرى صاحبها إلا نفسه ، فيتبع هواه ، ولا يرى في غيره الأهلية لمنافسته .
ومن ثم تأتي شهوانية التبعية ، والتي تقتضي حب الإتباع ، فمن يخالفه الرأي فهو ضده ، وتناسى الناس أن الله خلقهم أطوارا ، وجعل لهم قلوب وأفئدة للتفكر وليكمل كلٌ منهم نقص الآخر .
والإشكالية الكبرى هي انعدام الأهداف السامية والتطرف نحو الصغائر التي لا تبعث إلا الندم وفقدان الأحبة أو فقدان المعاني السامية للإنسانية ، ولكن بعد فوات الأوان ، حيث لا رجوع ، قال تعالى :
( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ 99
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 100 ) المؤمنون
فلسطين – غزة
18/7/2021
التعليقات مغلقة.