قهوة المساء : “الصمت ” بقلم داوود الأسطل فلسطين – غزة
يُقال أن الصمت لغة العظماء ..
ويقال أن السكوت من ذهب ..
ولكن متى يكون الصمت محمودا ، ومتى يكون مذموما ؟
الصمت المحمود
أول منازل الصمت المحمود يكون في الإصغاء ، فالمصغي الجيد يكون متحدثا جيدا .
وثاني منازل الصمت يكون السكوت ، وذلك في وقت الغضب ، فيرجى السكوت حفاظا على الهدوء والتوازن النفسي .
وثالث منازل الصمت يكون التجاهل ، وكأن الصامت لا يسمع ، فيتجاهل من امامه ، فيزيده قهرا .
كل ما سبق يعتبر صمتاً محموداً لا يدركه بالفعل الا العظماء ، ولا يكون قولهم بعده إلا قولا فصلا .
أما الصمت المذموم :
فأول منازله الذهول ، فصاحبه يفجعه المشهد فيصاب بالبُكم ، فيرتبط لسانه ولا ينطق .
وثاني منازله الإحباط ، فيشعر صاحبه أن لا جدوى من الكلام فيعلن الصوم عن الكلام ويعتزل الناس .
وثالث منازله الجبن والخنوع ، فيرى صاحبه حقه يضيع امام عينيه ولا يحرك ساكنا ، استسلاما وخنوعا وجبناً وخوفا .
إن كان الصمت لغة العظماء ، فذلك دهاءٌ منهم أو حسن أدب واخلاق ، ولكن بالمقابل يكون قولهم هدَّاراً يزلزل الأرض ويدبُّوا الخوف في قلوب أعدائهم ، بهذا فقط تكتمل صورة الصمت المحمود .
وإن كان السكوت من ذهب فإن الكلام بساتين وحدائق من الدرر الثمينة .
عندما كانت العذراء مريم وحيدة قال لها وليدها هزي اليك بجذع النخلة ، ولما كانت ضعيفة أمام قومها أمرها بصمت اللسان واستخدام لغة الاشارة ، ولما كانت المحاججة ضرورية جاء وقت الكلام فقال أنا عبدالله .
ونخلص بالقول أن الصمت على الحقوق لغة الجبناء .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
21/10/2021
التعليقات مغلقة.