قهوة المساء : العاشر من رمضان ( ذكرى النصر ) بقلم الأستاذ داوود الاسطل
العاشر من رمضان يوم خالد في تاريخ أمتنا ، هو اليوم الذي شهد انتصار السادس من أكتوبر عام 1973، وتحرير أرض الفيروز “سيناء” ذكرى انتصار العاشر من رمضان ذكرى غالية على كل المصريين، لأنها تعكس عبقرية العسكرية المصرية في استرداد الأرض وقهر المستحيل ، وغالية على كل العرب والمسلمين لأنها ذكرى الوحدة العربية والاسلامية في مواجهة الاحتلال ، وقد تكون هذه المعركة هي الوحيدة من المعارك الحديثة التي تشارك فيها العرب سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، لإدارتها والضغط على كل الأطراف المساندة لإسرائيل في الحرب .
لن أتحدث عن مجريات الأحداث في تلك المعركة الضارية التي قتل وجرح فيها عشرات الآلاف من الجانبين ، وانما لنقف على حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي الناشيء منذ بدايته على الإستيطان واحتلال أرض الغير .
لم تكن معركة سهلة وقد سبقتها ارهاصات كثيرة وحروب سابقة كحرب السويس وحرب حزيران وحرب الاستنزاف ، كانت عيون الاسرائليين تتجه الى تحقيق حلمهم باسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ، فتلك هي حقيقة عقيدتهم التي تحطمت على صخرة الإرادة المصرية والصمود الإسطوري للجندي المصري .
هذه المعركة هي التي كشفت وجه التحالفات الجديدة ، ورسمت خارطة التعاطي مع الشرق الأوسط للقوى العظمى ، وتم تقسيم المصالح الكبرى بين المعسكرين الشرقي بقيادة الروس والغربي بقيادة أمريكا .
وحسب طبيعة المساعدات المعلوماتية التي قدمها الطرفين عبر وسائط الأقمار الإصطناعية ، تبين مدى تفوق الامريكان في تحديد الأماكن ودقة التصويب ، ومن جانب آخر تفوق في الصناعات العسكرية المختلفة .
ويبقى العنصر البشري هو الحاسم في المعركة وقد حسمها المصريون على جبهتين ،
الأولى: جبهة المعركة وقد استطاع الجيش المصري تجاوز خط برليف الإسطوري ، بنحو عشرون كيلو متر .
والثانية : استطاع الرئيس محمد انور السادات طرق خزان المنطقة برمتها عندما زار القدس ليفتح طريق الحوار والدبلوماسية .
وبعد مرور نصف قرن من معركة أكتوبر ، يشهد العالم اليوم اصطفافاً جديدا على نفس المنوال في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا ليتم بعد حسمها خارطة العالم الجديد الذي سيؤدي الى صعود دول وهبوط أخرى وخاصة الدول التي تعتبر نفسها دولاً عظمى .
عاش العاشر من رمضان تخليداً لذكرى بطولة الجيش المصري العظيم ونموذجاً يحتذى به في التكامل العسكري والسياسي والإقتصادي في ادارة المعارك القادمة .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
11/4/2022
التعليقات مغلقة.