قهوة المساء : العطاء بقلم الأستاذ داوود الاسطل
قهوة المساء : العطاء
بقلم الأستاذ داوود الاسطل
عندما نتكلم عن العطاء ، فنحن أمام نماذج البذل الذي لا يخشى الفقر ولا يوقفه السفه .
تلك هي المثاليات العظمى التي تعبر عن قاعدة عامة في أوساط البشر ، يطلبونها لغيرهم ولا يطبقونها على أنفسهم .
اذن ما هو العطاء الحقيقي ؟
العطاء الحقيقي هو أن تبذل أقصى جهدك في خدمة موضوع ما بإخلاص وتفاني .
والعطاء يكون بمقابل دوماً ، إما من الناس وإما من رب الناس ، ذلك أن لجميعنا حاجات لابد من تلبيتها .
فالعمل عطاء ينتظر صاحبه الأجر ، فقمة العطاء أن تؤدي عملك على أكمل وجه .
وللعطاء طرفان ، طرفٌ مُعطِي وطرفٌ مُعطَى ، فإن كنت الطرف المُعطِي فيجب أن تتحلى بالتواضع ، وإن كنت
الطرف المُعطَى فيجب أن تتقن الثناء وتقدر الصنيع .
الوظيفة عطاء ينتظر صاحبها الثناء ، والصدقة عطاء ينتظر صاحبها الثواب ، والعرق عطاء والدراسة عطاء والرباط عطاء وابتسامتك عطاء وحبك عطاء ، وإيثارك عطاء ، ولكل عطاءٍ عطاءٌ مقابله .
انضباطك ومعاملاتك وسلوكك عطاء ، وكلما كان عطاؤك متميزا ، كلما كان الجزاء جزيلا ، فاذا اختل هذا الميزان ، فاعلم أن هناك خلل مؤكد في طرفي العطاء أحدهما أو كلاهما .
ومقابل العطاء النكران ، فإذا ما كان النكران تولد الجحود وترتب عليه الحسد والبغض وسادت الفوضى وعمَّ الظلم .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
7/8/2021
التعليقات مغلقة.