قهوة المساء : القيادة فن وذوق وأخلاق بقلم داوود الأسطل
يقولون عن السياقة ، قيادة ، والقيادة تحتاج الى الفن والذوق والأخلاق ، وكما انك تقود مركبتك ، فالحكم قيادة للشعب ، ويحتاج إلى مهارة فائقة ، كما أن قيادة الجماهير في كل المجالات تحتاج الى تلك المهارات ، وقيادتك لبيتك أيضاً تحتاج الفن والذوق والأخلاق .
القيادة لا تورث ولا تسقط بالتقادم ، ولا تكون أيضاً بالأقدمية ، إنما القائد له صفات شخصية يكملها المماراسات الواقعية والمكتسبات البيئية المحيطة به كالخبرات والعلوم والمعاملات .
ليس كل حاكم او مدير او صاحب سلطة او جاه يكون قائداً ، فالقائد أب ، قبل أن يكون ربٌ للبيت او الحكم ، والقائد رحيم وصادق وشجاع ، يلتف الناس من حوله ، يفدونه بأرواحهم ، يحمونه بما أوتوا من قوة ، يدافعون عنه ، يثقون به وبقراراته ، يتحملون معه كل الصعاب .
ليس القائد من يتعامل بردة الفعل ، وليس القائد من يشبع وشعبه جوعان ، وليس القائد هو من يتنعم ورعيته تقاسي الأمرين .
القائد هو الذي يساوي بين افراد رعيته ، لا تثنيه بطانته عن نصرة المظلومين ، ولا تضيع عنده حقوق المستضعفين .
القيادة فن التعامل مع الشعب واصدقاء الشعب واعداء الشعب ، يستمع للجميع ، وقوله فصل .
القيادة ذوق ، لا يضام في حضرة القائد ضعيفاً ، ولا يستقوي بحقه على من دونه ، اذا جلس له هيبة ، واذا تكلم أنصت الحضور ، يتجنب السخرية ، يحافظ على هيئته وجلسته .
القيادة أخلاق ، فالقائد لا ينظر إلى ما في أيدي الناس ، ولا يَمُدَّنَّ عينيه إلى متاع الآخرين ، ولا يجور ، ولا ينعق بما لا يعلم ، وهو قدوة ، لا تشوبه شائبة ، ولا يترك ظهره للثرثرة .
فمن حَسُنَت أخلاقه استوى حكمه ، وشاع عدله ، وعلا ذكره ودامت دولته .
إن ميزان القيادة لا يقدر بالصراخ والضجيج والشعارات الجوفاء ولكن يقدر بالأكثر نفعاً للناس والقدرة على قضاء الحوائج .
فالقائد لا يدُّعُ يتيماً ولا يتجاهل مسكيناً ، يطعم الجائع ويكسو المعتر ، يوفر الأمن والأمان ، دوما في المقدمة لا يخشى الا الله ولا تَهُمُّه إلا رعيته ولا يملأ عينيه إلا الرضى .
داوود الاسطل
فلسطين – غزة
23/8/2021
التعليقات مغلقة.