موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قهوة المساء : الكوميديا السوداء بقلم الأستاذ داوود الاسطل

285

قهوة المساء : الكوميديا السوداء بقلم الأستاذ داوود الاسطل

الدنيا عبارة عن مسرح كبير كما وصفها شكسبير ، والحياة فيها متاع زائل كما وُصِفَت في القرآن الكريم
قال تعالى :

( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) الحديد 20

ولأن الحياة متاع ، كان التنافس فيها فِطرياً ، ومنذ القِدَم وحالة التنافس والنزاع موجودة ، وأصبح القوي هو الأصلح للبقاء كما في النظريات القديمة أو بعض وجهات النظر الحديثة ، ولا زلنا نستعرض الموضوع بشكله الطبيعي جداً .
ولكن الأمر الذي يعتبر غير طبيعي هو الحالة السلوكية السائدة في الحياة العامة . وانظر وتأمل في الواقع المرير الذي نحياه ضمن تناقضات ليس لها معنى ، بل تدلل بأننا نحيا بلا هدف كبير يجمعنا :
ألم تَرَ إلى الذين يعانون البطالة ساكنون في أماكنهم يريدون من أصحاب الوظائف أن يدافعوا عنهم ويحتجون لأجلهم ، وأصحاب المظالم الوظيفية يريدون من العاطلين عن العمل النزول الى الشارع لقلب المعادلة لغير صالحهم .
ألم تَرَ أولئك الذين يعانون من محتلٍ سلب أرضهم وكرامتهم ينقسمون الى فسطاطين ، يتناحرون ، يتناظرون ، يكيلون لبعضهم البعض الاتهامات ، يتبعون سياسة العُرِّي ، ليُظهر كلٌ منهم سوءة أخيه ، ليبقَ المشهد مكشوفاً أمام المحتل ، بل ويناشدهم بخبثه إلى التصالح بحجة بحثه عن شركاء تفاوض .
ألم تَرَ إلى أولئك الأقوام الذين ابتكروا قوانين لحماية الإنسانية ولضمان الحرية ، وإذ بجبل الجليد يذوب أمام تيارات المصالح وأصبح كَيلَهم بمكيالين ، ألا ساء ما يحكمون .
ألم تَرَ صراع الثيران في حظيرة التنافس ، وتشاهد بأم عينيك أن الجميع فيها خاسر وأن السهام تخترق أجسامهم المنهكة ، وأن السكين في نهاية المطاف آكلةٌ رقابهم ، ولا يزالون يتصارعون .
ألم تَرَ السفيه يَعلو ويَعتَلي ، والحكيم
يُخفَض ويُحتَقر ، والمجون حضارة ، والسفور رُقي ، والبلطجة هيمنة ، والكذب سلوك ، والإعلام عين الدجال الممسوخة ، والحقيقة تُغال ، والفضيلة ذنب ، والأخلاق في أدراج المصالح .
قال تعالى :

( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) التوبة 105

وهل يرى المؤمنون بعين المراقبة والمحاسبة ؟! أم على قلوبٍ أقفالها ؟
كوميديا سوداء مظلمة ، نتضاحك على أبطالها ، ونحن أبطالها ، دون علمنا ، فالستارة مُسدَلةٌ على حقائق ضمائرنا ونحن شهود الزور على أدوارنا المظلمة .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
19/5/2022

التعليقات مغلقة.