قهوة المساء : المزارعون في قطاع غزة بقلم داوود الأسطل – فلسطين
يعتاش الكثيرون في قطاع غزة على مهنة الزراعة ، حيث كانت في السابق مصدر رزق وفير لهم ولأسرهم .
و في وقتنا الحاضر يعاني المزارعون أشد معاناة ، في ظل الحصار الغاشم وتهميش الوزارات المختصة وغياب الرقابة وتعدد الحكومات مع غياب المسؤولية وارتفاع ثمن التكاليف وزيادة المديونية للتجار وسوء المعاملة من الموظفين المسؤولين وغياب الدعم لصمودهم .
كنت قد تحدثت سابقا في موضوع الزراعة والانتاج الزراعي والمزارعين والكوارث التي حلَّت بهم وبأسرهم ، دون جدوى تذكر ، واليوم أطرق الخزان من جديد ليسمع صدى صوت المزارعين كلُّ المسؤولين في غزة والضفة .
هذا المزارع البائس المعتر ، لمن يقدم شكواه ؟
هل يقدمها الى حكومة تتنازع فيما بينها على الصلاحيات ؟
أم يقدمها الى تنظيمات لا تسمن ولا تغني من جوع ؟
أم يترك مهنته ويجلس في بيته مستنكفاً ويتضور جوعا هو وأطفاله حتى يموتوا قهرا ؟
إلى من يلجأون ايها المسؤلين ؟
وما فائدة وجودكم المتكدس خلف مكاتبكم الفارهة ؟!
وأين الجمعيات الأهلية ومنظمات حقوق الإنسان والنقابات والإعلام ، ام أنكم تتصيدون الاخفاقات المتعلقة بالسياسة ، إفكاً وتضليلا ومضيعة للوقت ؟
الإنتاج الزراعي موردا أصيلا من موارد قطاع غزة يقع بين سينديان وزارة الزراعة غير المكترثة بهمومه وببن مطرقة الإقتصاد الوطني الذي لا يهمه الا الضرائب على المواد الزراعية المستوردة كالمبيدات والأسمدة والبذور .
المزارع يبدأ مشوار عذابه منذ حراثة أرضه ويبقى أسيراً للتجار في كل مراحل نمو زرعه وما أن يصل الى وقت الحصاد وجني الثمار حتى تبدأ مرحلة جديدة من معاناته ، التصدير متوقف ، الأسعار في الحضيض ، الحشرات الضارة تفتك بالمحاصيل ، الأيدي العاملة لا تحصل على أجورها ، التجار يلجأون إلى حبس المزارع إن لم يستطع الإيفاء بديونه أو إن لم يستطع التاجر الصبر عليه .
الإحتلال يبتز التجار ، والتجار يبتزون المزارعين ، والمزارعين يصرخون وا حكومتاه ، والحكومة تصدر أزماتها الى طرفي الإنöــسـ.ـام ، وطرفي الإنöــسـ.ـام كلٌ منهما يعيشون في ترفهم ومكاتبهم المكيفة .
والله لو أكتب حتى الصباح لن أوفي المزارعون حقهم ولا حتى قطرة عرق واحدة من تعبهم ومعاناتهم ، يعملون تحت الضغط وتحت القصف ، يعملون في الحر وفي البرد ، يعملون في النهار وفي الليل .
إن قطرات العرق التي يبذلونها لتساوي قطرات الدم التي تراق في المعارك ، لأنهم يتعاركون مع حياة قاسية ، اقسى مما تتصورون .
ألا يستحقون الإنصاف ودعم صمودهم ؟
إلى متى سنبقى في قطاع غزة نصبر على كل هذا الظلم وفي مختلف الاصعدة والقطاعات ؟
إلى متى ستبقى غزة الحاضنة المكلومة لكل التنظيمات التي لا تشعر اصلاً بآلامها او لا يعنيها شكوى الناس ؟
هل ولدتنا أمهاتنا عبيداً لنرضى بكل هذا الذل والظلم ؟
27/7/2021
التعليقات مغلقة.