قهوة المساء : الميثاق الغليظ بقلم الأستاذ داوود الاسطل
الشعب الفلسطيني بينه وبين أرضه ومقدساته ميثاقاً غليظاً ، لا يفهمه من لا يعيش على هذه الأرض الطيبة المباركة ، والناظر من الخارج وهو يرى الدمار والقتل والبطش يقول : ما أصبرهم على ذلك ! فأرض الله واسعة ، لماذا لا يهجروا إليها؟
نعم ، إن أرض الله واسعة حقاً ولكنها ضاقت علينا بما رحبت ، بسبب نظرة العالم الذي يكيل بمكيالين ، فما يغص قلوبنا ويدميها ، والله ، أن العالم ينظر إلينا بأننا شعب ينتظر المساعدات والزكوات والمِنح .
إن العالم الذي يبحث عن المصالح وتحركه الماديات هو نفس العالم الذي يجيز مقاومة الباغي في أوكرانيا ويحرم مقاومة المحتل في فلسطين .
هل هذا العالم هو أرض الله الواسعة التي فيها العدل لنهاجر اليها ، لا والله ، فالله ما أمرنا أن نهاجر الا للخلاص من الظلم واتاحة الفرصة لحرية العبادة ، ونحن بفضل الله كفلسطينين نشعر بالفخر والاعتزاز بهويتنا وأرضنا ومقدساتنا ، وان كان العالم يدفع لنا ، فذلك لأننا فقط احتوينا اليهود قسراً وظلماً – أنجس خلق الله – وأرحناهم من قرفهم ، فهم مجبرون أن يدفعوا لنا ليبقى الاحتلال جاثماً على صدورنا وبعيدا بإفساده عن بلادهم ورعاياهم .
رغم كل الألم والجراح والموت الذي يحيط بنا من كل جانب ، فإننا متشبثون في أرضنا ، مدافعون عن مقدساتنا ، ولن ترهبنا الدبابات ولا الطائرات ولا الحصار ولا التهديدات المتلاحقة .
أغلقوا المعابر كما شئتم ، حاصرونا ، ارجمونا بسموم حقدكم ، لن نترك هذا البلد ، ونحن حِلً بهذا البلد ، من الوالد الى الولد ، وسنبقى في الكَبَد حتى يأذن الواحد الأحد بنصرٍ أو لحد . وسنقتلع الموت من أرضنا وسننهض كالعنقاء من حيفا ويافا وعكا والجليل والخليل ورام الله والقدس ونابلس وغزة ورأس الناقورة وجنين وخانيونس وصفد وحيفا واللد والرملة ورفح وبئر السبع ودير البلح وأريحا وقلقيلية وجباليا وبيت لاهيا وبيت حنون وبيت دراس وحمامة والجورة وكوكبة والمسمية ومن كل شبرٍ في الوطن .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
23/4/2022
التعليقات مغلقة.