قهوة المساء : حتى لا ننسى الذكرى الثانية والخمسون لإحراق المسجد الأقصى بقلم داوود الأسطل
الذكرى الثانية والخمسون لإحراق المسجد الأقصى
الشعب الفلسطيني لم تلتئم جراحه بعد نكسة عام 1967 ، حتى أفاق في الحادي والعشرون من آب للعام 1969 على فاجعة الإحراق الرهيب التي أقدم عليها الصهيوني المتطرف دينس مايكل روهان ، استرالي الجنسية باحراقه المسجد القبلي .
هذه عقيدة التطرف الفكري ، ونتيجة التعبئة الفكرية المبنية على القتل والتدمير والحرق والأستيطان والعنجهية والبلطجة ، مما يؤكد أن الاحتلال يعمل ضمن منظومة متكاملة غير مبنية على اغتصاب الأرض لدواعي اقتصادية فقط ، وانما مبنيٌ على أحقاد دفينة منذ القدم .
وأمام التخاذل العالمي واصطفافه لجانب العولمة والتبادل الإقتصادي نشاهد يومياً الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى والمقدسات الأخرى ، والأكثر إيلاماً هو محاولة طمس الهوية الفلسطينية ، بشتى الطرق والتي من بينها التطبيع الإقتصادي والتبادل التجاري والسيطرة على البورصات العالمية ، واضعاف الكيانات والدول في أتون النعرات الحزبية والتطرف الفكري المدروس لإنهاكها .
إن الأمتين العربية والإسلامية غارقتين في وحل المشاكل الداخلية والفساد الداخلي الذي حول الشعوب الى فقراء يلهثون خلف لقمة العيش ، وزمرة الحكام المترفون الذين يخشون تهاوي عروشهم .
لن نستغرب اذا صحونا من جديد على جريمة مماثلة ، ولن يكون غير الشجب والاستنكار .
إن الشعب الفلسطيني كفيل أن يكون رأس الحربة ولكن يحتاج الى دعم وتعزيز صموده ، وتنقية أجوائه من اللاهثين خلف مصالحهم .
ويبقى الإنسان هو الهدف المرصود ، فلا قيمة للمقدسات ان لم يكن هناك انسان يقدرها ويحافظ عليها ، وتبقى المقدسات مستهدفه طالما الإنسان يعيش الذل والقهر .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
21/8/2021
التعليقات مغلقة.