قهوة المساء : ذكرى الرحيل بقلم الأستاذ داوود الاسطل
الشـהــيد ياسر عرفات ، زعيم قاد الثـورö الفلسطينية لأكثر من خمسين عاما ، قضى حياته ممتشقاً سلاحه ، جاب الأرض كلها لأجل قضيته وشعبه ، قاتل وهادن ، صال وجال ، مشى وطار ، صدق وراوغ ، ضحك وبكى ، صمد تحت الركام ثم خرج كالعنقاء ، ليعانق الحرية ، حمل البندقية في يد والغصن الأخضر في يد ، ثائرٌ لا يشهد التاريخ المعاصر ثائرٌ مثله ، أشعل شموع الحرية ، وحمل على عاتقه شعبٌ وهوية ، ناضل من أجل القضية ، صانع القرار الوطني الفلسطيني المستقل .
ياسر عرفات الرئيس الذي احتضن شعبه ، والشـהــيد الذي احتضنه شعبه ، فهو رمز للشعب الفلسطيني كان ولايزال في قلوب الملايين ولا تزال كلماته سحرا يأسر القلوب ، ( يا جبل ما يهزك ريح ، عالقدس رايحيين شـהـداء بالملايين ، الوحدة الوطنية ، يريدوني اسيرا او شريدا أو قتيلا ، بقولهم شـהــيدا شـהــيدا شـהــيدا )
سيرة نضالية حافلة بالعطاء من شبابه حتى مماته ، رجل آمن بعدالة قضيته ، قاد الثوار في الخنادق الأمامية ، نازل عـ.ـدوه ببساله ، تحمل غدر الغادرين ، وتآمر المتآمرين وجور المطبعين حتى أتاه اليقين .
حمل مفتاح العـ.ـودة ، ورأي بعينه النور في آخر النفق المظلم ، وعندما سألوه بعد الخروج من لبنان في عرض البحر الى أين يا أبا عمار ؟ قال : الى فلسطين .
كان يؤمن بالعمق العربي والعمق الاسلامي ويؤمن بأحرار العالم ، والأهم أنه كان يثق في شعبه المرابط على الأرض المقدسة ، مؤمناً بحتمية النصر .
يحق للشعب الفلسطيني أن يفخر برئيسه الشـהــيد الذي أصبحت كوفيته رمزا لفلسطين وللفلسطينيين في كل بقاع الأرض ، وأبرز هوية فلسطين الحضارية والانسانية والتاريخية أمام العالم وأحيا القضية الفلسطينية في وجدان العالم كله ، رجل عشقه مقاتليه وعشقه شعبه حياً وميتا .
في ذكرى الرحيل المؤلم، سيبقى الزعيم الرمز الرئيس الشـהــيد ياسر عرفات أيقونة فلسطين وبوصلة الثوار وملهمهم ، وستبقى ذكراه خالدة في ذاكرة الشعب الفلسطيني ، فإن كان غاب جسدا ، فسيرته النضالية حاضرة وأمله في التحرير لازال في عيون أشبال وزهرات فلسطين .
سلامٌ لروحك الطاهرة أيها الشـהــيد المقاتل العنيد ، ونسأل الله العظيم أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يجزيك عنا خير الجزاء ، وأن يوحد كلمتنا على ما عشت عليه واستُشهدت لأجله .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
11/11/2021
التعليقات مغلقة.