قهوة المساء : شرعنة الكيان بقلم الأستاذ داوود الاسطل
إن اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائليين كان أساسه الاعتراف المتبادل بين كيانين موجودين بالفعل على الأرض المقدسة بأحقية كل كيان الاستقلال بدولة ، دولة فلسطين ودولة اسرائيل .
وحتى نكون ضمن المنطق الصريح وليس المنطق المريح ، فإن الكيانية السياسية الفلسطينية ابتلعت الطعم وشرعنت الوجود الاسرائيلي في فلسطين مقابل ادارة مؤقتة للشعب الفلسطيني دون الاعتراف بها كدولة .
أما الجانب الإسرائيلي استثمر تلك الفرصة الذهبية وبدأ مشوار التطبيع مع الكيانات العربية المختلفة ، سواء بشكل مباشر كما نشاهده اليوم ، أو بشكل غير مباشر عبر الوسطاء الدوليين مع زعماء الدول العرببة وغير العربية .
ورغم ذلك بقيت الفرصة متاحة ، والفكرة متداولة ، وقد تلقت الدعم الكافي لمأسسة الكيان الفلسطيني ، ولكن الخلاف الفلسطيني قوض الفرصة تلو الفرصة ، لأن الخلاف بالأساس لم يتم على قاعدة الديموقراطية واحترام رأي الأغلبية ، فتقوضت جهود السلطة الفلسطينية ولعبت اسرائيل دورا رئيسيا في اضعافها والتغاطي عن نماء القوى الأخرى على حسابها ، لتغرق المجتمع الفلسطيني في وحل الاختلاف ، حتى تحقق ذلك بالإنقسام الذي نحياه اليوم
فضعفت كل الفرص إن لم تكن تلاشت تماما ، وبات الإسرائيليون غير معنيين بالالتزام بأيٍ من الاتفاقيات المبرمة ، وان كانت تلك نيتهم من الأساس ، لكننا ساعدناهم على ذلك ، وشرعنَّا تهربهم منها .
إن القاريء الجيد لمخرجات المجلس المركزي يستنتج بأننا أصبحنا وحدنا ، ولا ظهير لنا ، بل وإن الجميع يتمنى زوالنا ، أو استخدامنا لمصالحه ، وأصبحنا حملاً زائدا لا ننذر إلا بالكوارث لمن يقف بجانبنا .
وتغولت اسرائيل في استيطانها لتقتل كل أمل في حل الدولتين على أسس جغرافية أو تاريخية أو سياسية .
إن كبار السياسيين الفلسطينيين في كل الأطياف الفلسطينية يدركون تماما حجم المعضلة التي نحن واقعون فيها ، الا أن الجميع يلقون باللائمة على بعضهم البعض ولم يجمعهم الهم الوطني وهنا تكمن المشكلة .
فماذا نحن فاعلون ؟
وهل يصغي القادة للحس الوطني ؟
هل ندرك ما فاتنا قبل موات الفكرة ؟
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
12/2/2022
التعليقات مغلقة.